فرقت الشرطة الايرانية أمس طلابا كانوا يرددون شعارات "متطرفة" خلال تجمعهم في طهران لتكريم ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أصيبت بصاروخ ايراني عن طريق الخطأ، وفق وكالة فارس للأنباء. وتجمع مئات الطلاب مطلع المساء في جامعة أمير كبير في وسط طهران لتكريم الضحايا الـ176 الذين قتلوا في حادث تحطم الطائرة.
وتحول التجمع التكريمي لاحقا الى تظاهرة غاضبة. وهتف الطلاب شعارات تندد بـ"الكاذبين" مطالبين باستقالة المسؤولين عن إسقاط الطائرة والتغطية على الحادث ومحاكمتهم.
واعترفت إيران السبت بإسقاطها "بالخطأ" طائرة مدنية أوكرانية وقدّمت اعتذاراتها مشيرةً إلى مسؤولية "نزعة المغامرة الأميركية" في هذه المأساة التي أدت إلى مقتل 176 شخصاً.
وقالت وكالة فارس المقربة من المحافظين إن الطلاب هتفوا شعارات "هدّامة" و"متطرفة". وأضافت أن بعض الطلاب مزقوا صورا للجنرال الايراني الراحل قاسم سليماني الذي قتل في 3 كانون الثاني/يناير بضربة اميركية في بغداد.
كما نشرت فارس صورا لمتظاهرين تجمعوا حول حلقة من الشموع خلال التجمع التكريمي اضافة الى صورة ممزقة لسليماني. وقالت إن الشرطة "فرقتهم" بعد مغادرتهم حرم الجامعة وإغلاقهم الشوارع، ما تسبب بزحمة سير.

A memorial service in Ontario for the five University of Windsor students who died in the crash. Source: AAP
وفي خطوة غير اعتيادية بالمطلق اشار التلفزيون الايراني الرسمي الى التظاهرة مؤكدا أن الطلاب كانوا يرددون شعارات "ضد النظام".
وانتشر فيديو على الانترنت السبت يظهر الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين واحدهم ينهض بعد اصابته بمقذوف في ساقه. ولم يكن بالامكان تأكيد مكان وزمان تصوير الفيديو. كما أعلن قائد قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زادة تحمل "المسؤولية كاملة" عن مأساة الطائرة الأوكرانية.
وصرّح العميد أن الجندي الذي أطلق الصاروخ، اعتقد أن الطائرة "صاروخ كروز". وأضاف أنه حاول التواصل مع القادة الأعلى منه رتبة "للتحقق من الهدف" لكنه لم يتمكن من ذلك لأنه "حصل اضطراب على ما يبدو" في نظام الاتصالات.
اعتقال السفير البريطاني
وفي شأن متصل، اعتُقل السفير البريطاني لدى طهران، روب ماكير، أمس خلال مشاركته في مظاهرات شهدتها طهران احتجاجا على إسقاط الحرس الثوري الإيراني للطائرة الأوكرانية، قبل أن يُطلق سراحه، في خطوة وصفتها لندن بـ"الخرق الفاضح للقانون الدولي".
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان أصدره أمس "اعتقال سفيرنا لدى طهران بلا أرضية أو مبررات خرق فاضح للقانون الدولي".
وأكد راب أن الحكومة الإيرانية كانت أمام مفترق طرق، ووصف الخيارات المتاحة أمام طهران قائلا "يمكنها أن تواصل السير في الطريق الذي سيؤدي إلى نبذها مع كل العزلة السياسية والاقتصادية التي ستعيشها، أو باستطاعتها اتخاذ خطوات لتخفيف التوتر والانخراط في الطريق الدبلوماسي".
ترامب
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشعب الإيراني أمس أنه يقف "إلى جانبه" وأن الولايات المتحدة "تتابع عن كثب" الاحتجاجات.
وكتب ترامب على تويتر "إلى الشعب الإيراني الشجاع الذي يعاني منذ فترة طويلة: انا بجانبكُم منذ بداية رئاستي، وستظل إدارتي إلى جانبكم". وأضاف "نحن نتابع تظاهراتكم عن كثب، وشجاعتكم تُلهمنا".