دعت الحكومة الاسترالية مواطنيها في أوكرانيا على مغادرة البلاد على الفور، ورفعت مستوى التحذير من السفر إلى كييف بسبب "زيادة خطر نشوب نزاع مسلح".
وضعت الولايات المتّحدة ما يصل إلى 8,500 عسكري في حالة تأهب قصوى استعداداً لاحتمال نشرهم في عداد قوات حلف شمال الأطلسي إذا ما اجتاحت روسيا أوكرانيا.
وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إنّ هؤلاء العسكريين ومعظمهم من القوات البرية ووحدات الدعم، لن ينتشروا في أوكرانيا إذا ما تقرر إرسالهم، بل سينتشرون في دول أوروبا الشرقية المنضوية في حلف شمال الأطلسي. وأوضح كيربي أنه إذا تقرر إرسال هؤلاء العسكريين إلى الخارج فستكون مهمتهم دعم قوة الرد السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي والبالغ عديدها 40 ألف عسكري، لكن من الممكن أيضاً أن يستخدم وزير الدفاع جزءاً من هذه القوات "لحالات طوارئ أخرى"، لم يحدد تفاصيلها.
وأضاف "نحن لا ننشرهم الآن، ولا نقول إن الدبلوماسية ماتت" إذ إن المفاوضات لا تزال متواصلة بين روسيا والولايات المتحدة لنزع فتيل الأزمة.
الجدير بالذكر أن هناك ما يقدر بنحو 100,000 جندي روسي محتشدون بالقرب من الحدود، لكن روسيا تنفي وجود خطط لغزو أوكرانيا.
ويستبعد الكاتب والمحلل السياسي علي رزق سيناريو الحرب لكنه لا يتوقع في حال حدوث اجتياح روسي أن تتدخل أمريكا عسكريا مضيفاً "الرئيس بايدن لن يذهب بالامور لهذا الحد" وسيقتصر الدور الامريكي بحسب رأيه على "توفير السلاح وتقديم المدربين والمشورة العسكرية"
وكانت الحكومة الأسترالية قد دعت مواطنيها في أوكرانيا لمغادرة البلاد على الفور، ورفع مستوى التحذير من السفر بسبب "زيادة خطر نشوب نزاع مسلح". وحذر متحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية والتجارة من أن قدرة الحكومة على تقديم المساعدة القنصلية قد تتأثر بأي تغيير في الوضع الأمني على الأرض. وتجري حاليا الترتيبات لإخراج أفراد عائلات الدبلوماسيين الأستراليين من العاصمة الأوكرانية كييف، وترك الموظفين الأساسيين في السفارة الأسترالية.
كما أعطت أستراليا إشارة قوية مفادها أنه من المحتمل أن تقدم لأوكرانيا المزيد من الدعم التقني لمساعدتها في مكافحة الهجمات الإلكترونية المدمرة من روسيا. وقالت وزيرة الخارجية ماريس باين يوم الإثنين إنها طلبت من سفير أستراليا للشؤون الإلكترونية توبياس فيكين مناقشة "السبل الممكنة للمساعدة" مع السلطات الأوكرانية. واضافت باين في بيان "نشعر بقلق عميق من العدوان الروسي، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية المستمرة وحملات التضليل".
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قد قال في الأسبوع الماضي إنه طلب من وزيرة الخارجية ماريس باين مزيداً من المساعدة بعد هجوم كبير أدى لتدمير مواقع العديد من الإدارات الحكومية الأوكرانية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي علي رزق أن موقف كانبرا يعكس استراتيجية الحكومة الاسترالية التي يقول إنها "الاكثر اصطفافاً من سابقاتها مع السياسيات الأميركية والبريطانية".
ويضيف رزق أن استراليا مدفوعة في قراراتها هذه بالرغبة في الحصول على دعم حلفائها التقليديين في وجه الصين "الشغل الشاغل" للسياسيين الأستراليين.
وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، جدد القادة الغربيون دعمهم "غير المشروط" لوحدة أراضي أوكرانيا وتوعدوا روسيا بـ "عواقب وخيمة" إذا ما شنت "عدواناً" ضد جارتها الغربية.
وتم الإعلان عن هذا الموقف في ختام مؤتمر عبر الفيديو جمع الرئيس الأميركي جو بايدن بقادة عدد من الدول الأوروبية من بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا.
وفي واشنطن أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي نيد برايس أنه ليس هناك "أي اختلاف" مع الأوروبيين بشأن فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا في حال غزت أوكرانيا، ولا بشأن مدى التهديد الوشيك الذي تشكله روسيا على جارتها الغربية.
ويتوقع المحلل السياسي علي رزق أن تعيد هذه الأزمة خلق اصطفافات الحرب الباردة على الحدود الأوكرانية، والتي من شأنها أن تتسبب في حالة من عدم الاستقرار الدولي وتفتح الباب أمام العديد من "الحسابات الخاطئة". ويضيف رزق أن أستراليا "مضطرة" لاتباع سياسات أميركا "المترددة" في هذا الملف مما قد يعرضها لضرر كبير خاصة على الصعيد الاقتصادي.
استمعوا الى اللقاء الكامل مع الكاتب والمحلل السياسي علي رزق في الرابط الصوتي أعلاه.