قال رئيس مجلس إدارة مهرجان سيدني ديفيد كيرك للفنانين الذين "علقوا في دائرة الجدل" بعد تلقي المهرجان لمنحة بقيمة 20 ألف دولار من السفارة الإسرائيلية.
ما زال الجدل الذي أثير حول تقديم السفارة الإسرائيلية في كانبرا لمنحة بقيمة 20 ألف دولار لمهرجان سيدني مستمراً في الشارع الأسترالي، حيث أدت هذه الرعاية الإسرائيلية إلى انسحاب عشرات الفنانين وإلغاء الكثير من العروض الفنية "تضامناً مع الفلسطينيين" واعتراضاً على الزج باسم اسرائيل في المهرجان الذي عاد هذا العام بعد ايقافه العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا.
النقاط الرئيسية
- اعتذرت ادارة مهرجان سيدني من الفنانين الذي اضطروا لإلغاء استعراضاتهم احتجاجاً على المنحة الاسرائيلية.
- نائب السفير الإسرائيلي في كانبرا اتهم حركة BDS بترويع الفنانين وإرغامهم على الانسحاب.
- ناشط عربي أستراليا يرى أن الهدف من الرعاية الإسرائيلية التغطية على ما وصفه بالممارسات القمعية بحق الفلسطينيين.
ووعد رئيس مجلس إدارة مهرجان سيدني ديفيد كيرك بإجراء مراجعة شاملة لما حدث، معترفاً أنه كان من المفترض "أن يقوم القائمون على المهرجان بعمل أفضل" .
تجدر الإشارة إلى أن الحملة واسعة النطاق التي دعت الفنانين إلى إلغاء عروضهم كانت من تنظيم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) العالمية، وهي مبادرة دولية يقودها فلسطينيون تهدف إلى فرض عقوبات اقتصادية على دولة إسرائيل.
وقال أمين سر الاتحاد العربي الأسترالي حسن موسى في حديث لأس بي أس عربي24 حسن موسى ان سعي اسرائيل لرعاية المهرجان كان له اهداف سياسية وأضاف: "اسرائيل تستغل الفنون والاحداث الفنية لتغيير صورتها في العالم لتغطية ما تمارسه من عنف بحق الفلسطينيين. 20 ألف دولار لا تعني شيئاً بالنسبة لميزانية المهرجان التي تفوق المليون دولار ولكن هذه الرعاية الإسرائيلية تضمن تبييض وجه إسرائيل واعطاء صورة مشرقة عنها لا تعكس واقعها القائم على الفصل العنصري ومحو الهوية الفلسطينية".
وعلى الجانب الآخر، قال نائب السفير الإسرائيلي في كانبرا رون غيرستنفلد في حديث لراديو آي بي سي ان بعض الفنانين شعروا بالتهديد مما وصفه بالحملة الشعواء التي قادتها حركة BDS وأضاف: "هناك الكثيرين ممن تم استهدافهم على مواقع التواصل الاجتماعي ضمن هذه الحملة. الكثيرون لم يرغبوا بأن ينجروا إلى هذه الدوامة لذا قاموا بالانسحاب من المهرجان وهذا أمر مؤسف."
واستطرد قائلاً: "نحن لسنا ضد حرية التعبير عن الرأي فهذا أمر قانون بالطبع ولكن في تاريخ الحملات التي تقودها BDS يبدو واضحاً أنهم يقومون بكل ما في وسعهم لتخويف الفنانين والأكاديميين الإسرائيليين وحتى اليهود وهذا تصرف معاد للسامية".
ولكن موسى يرى أن انسحاب الفنانين من المهرجان جاء بشكل طوعي: "لم يكن هناك أي ممارسات قمعية او إجبار لأي فنان بس كانت كلها انسحابات طوعية ومعظمهم قدموا بيانات أعلنوا فيها تأييدهم للمقاطعة وعرضوا فنونهم بشكل مستقل عن المهرجان".
هذا واجتمع ائتلاف من المناصرين والمنظمات مع مهرجان سيدني في أواخر عام 2021 في دعوة عاجلة لإزالة إسرائيل كشريك أساسي في الحدث، لكن في ديسمبر/كانون الأول، رفض مهرجان سيدني الدعوات، مبررًا موقفه بأنه منظمة "غير سياسية" كسبب للابتعاد عن حركة المقاطعة.
منذ ذلك الحين، وقع أكثر من ألف فنان على رسالة مفتوحة تحت عنوان "لنعمل بشكل أفضل للقضية الفلسطينية"، وأطلقوا على أنفسهم لقب "فنانون ضد الفصل العنصري"، حيث امتنعوا عن المشاركة في فعاليات دعماً للشعب الفلسطيني.
وجاء في الرسالة: "لن نشارك أو نحضر أي مهرجان يستخدم فيه شعار النظام الإسرائيلي الملون بألوان قوس قزح لغسل أعمال العنف والتطهير العرقي والجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني".
في العام الماضي ، وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش معاملة إسرائيل للفلسطينيين بأنها شكل من أشكال الفصل العنصري، لكن اسرائيل رفضت بشدة مزاعم المنظمة.
استمعوا إلى مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.