يعد التسجيل كأخصائي رعاية صحية في أستراليا عملية طويلة ومعقدة ما يدفع الكثير من المؤهلين في القطاع الطبي إلى صرف النظر عن الهجرة إلى أستراليا.
يبحث بودكاست "طريق الهجرة" لهذا الأسبوع مع المحامية ايفا عبد المسيح، خطوات التقدم للتأشيرة في أستراليا للأطباء والممرضين، وذلك في ضوء الدعوات إلى تبسيط عملية التقديم التي قد تستغرق شهوراً وحتى سنوات في حال تعثر الطبيب أو الممرض في إحدى خطوات الطلب ما يمنعه من الوصول إلى المرحلة التالية حتى لو كان مؤهلاً ويمتلك خبرة واسعة في مجاله.
وتقول ايفا ان الخطوة الأولى للأطباء العامين هي الحصول على تقييم التوافق من قبل الكلية الملكية الأسترالية للأطباء العامين والذي قد يستغرق أكثر من 10 أسابيع.
وأضافت: "ولن ننسى طبعاً ضرورة تحقيق متطلب اللغة الانجليزية وبالنسبة للأطباء وكل المهن الطبية يجب أن يكون يجتاز مقدم الطلب اختبار ايلتز بشقه الأكاديمي بنتيجة لا تقل عن 7 او حتى 8 في بعض الحالات."
وشرحت ايفا كيف أن توافد الأطباء إلى أستراليا من كل العالم دفع بالجهات التنظيمية إلى وضع سلسلة من الاختبارات المتسلسلة للتأكد من مدى كفاءة الطبيب وبالتالي الحفاظ على جودة الرعاية الصحية المقدمة للأستراليين.
واستطردت قائلة: "هناك اختبار تحريري وبعد ذلك اختبار عملي. يجب أن تكون الاختبارات متسلسلة وينبغي التقدم لها بتراتبية معينة. في العام ممكن أن يكون هناك موعدين او 3 فقط لتقديم الامتحان وفي حال الرسوب سيضطر للانتظار ستة أشهر أو أكثر."
وعند اكتمال الخطوة السابقة، يمكن للطبيب أو الطبيبة البدء يتسجيلهم الطبي لدى وكالة تنظيم ممارسي الصحة الأسترالية (AHPRA) والذي يستغرق من 10 إلى 12 أسبوعًا على الأقل. وسيحتاجون أيضاً إلى الحصول على عرض عمل والتقدم للحصول على التأشيرة.
شهور وسنين قد تمر ليتمكن الطبيب من الخارج من معادلة شعادته وخبراته في أستراليا.
ولكن ثقل جائحة كوفيد-19 وتعرض العاملين في القطاع الطبي في العامين الماضيين للإرهاق بسبب ساعات العمل الطويلة التي نتجت عن توقف إمداد القطاع بدماء جديدة من المهاجرين، دفع بناشطين إلى رفع الصوت للمطالبة بطريق أوضح للأطباء ليتمكنوا من معادلة شهاداتهم والحصول على اعتراف الجهات المسؤولة عن معادلة الشهادات الأكاديمية.
وعلّقت عبد المسيح على هذه الدعوات بالقول: " هناك خطوات معروفة عليك اتباعها ولكن لأنها مع جهات متعددة، يشعر المتقدمون بالطلبات بأن الغموض يكتنف عملية التقديم. الحكومة تعلم بالطبع أن قطاع الرعاية الطبية بحاجة لمزيد من الأطباء ولكنها تسعى أيضاً إلى التأكد من كفاءة المنخرطين في نظام الرعاية."
واقترحت محامية الهجرة السماح للأطباء والطبيبات التقدم بأوراقهم إلى جهة واحدة قادرة على تنظيم مواعيد اختباراتهم التحريرية والعملية وأضافت: "بما أن مقدم الطلب يقضي على الأقل عاماً كاملاً في التقديم فلم لا توفر الحكومة سنة تأهيلية تساعد الأطباء في اجتياز الاختبارات وبالتالي الحصول على رخصتهم لمزاولة المهن الطبية بشكل أسرع؟"
لدينا نقص وبحاجة لكثير اطباء وممرضين وتعقدي العملية لا يخدم أستراليا
وفي الوقت الذي تنافس فيه أستراليا دولاً أخرى كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة في استقطاب الكفاءات الطبية، ترى عبد المسيح أن لأستراليا ميزة تنافسية متمثلة في جودة الخدمات الصحية المقدمة تحت مظلة مديكير والتعددية الثقافية في البلاد والتي باتت تنعكس بشكل واضح على قطاع الرعاية الصحية.
استمعوا إلى بودكاست "طريق الهجرة" في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.