يتوجه الأستراليون إلى صناديق الاقتراع في الحادي والعشرين من أيار مايو. هل يجدد الائتلاف حكمه لثلاث سنوات أخرى أم نشهد ولادة حكومة عمالية؟
"كلفة المعيشة.. أسعار المشتقات النفطية.. العلاقة مع الصين.. تملك المنزل الأول"، هذه العناوين القصيرة تحمل في طياتها مطالب متعددة للأستراليين الذين يأملون أن تحمل الحكومة القادمة حلولاً ناجعة لمتطلباتهم الأساسية في بلد بات يعاني - كغيره من دول العالم المتقدم - من نسبة تضخم ناهزت 5.1% والتي تبدو منخفضة مقارنة بدول أخرى كالولايات المتحدة ونيوزلندا وبريطانيا، إلا أنها باتت تؤرق الأستراليين الذين قد يجدون أنفسهم مضطرين لدفع 1000 دولار إضافية شهرياً إذا ما واصل مصرف الاحتياط رفع سعر الفائدة كما هو متوقع على مدى العام ونصف المقبلين.
الوعود الانتخابية السخية كانت كثيرة في حملات العمال والأحرار لهذا العام وآخرها نية حكومة الائتلاف السماح للأستراليين في الاستفادة من مدخراتهم التقاعدية (بنسبة 40%) في تأمين الدفعة الأولى ودخول سوق العقار، بينما ركز العمال في الأسبوع الأخير على الرعاية الصحية سيما مع وعد زعيم الحزب أنثوني ألبانيزي بتخصيص مليار دولار لتحسين نوعية الخدمات الصحية تحت مظلة مديكير.
استطلاعات الرأي الكثيرة التي تحاول استشعار نبض الشارع والتنبؤ بنتيجة الانتخابات، مهمتها أصعب لهذا العام فرغم تقدم العمال في استطلاعي رأي Newspoll وYouGovJ، ما زالت نسبة الناخبين المترددين ممن لم يحسموا أمرهم كبيرة وتناهز 29% ممن يحق لهم التصويت.
برنامج Good Morning Australia أدار مناظرة بين خليل طرطق وهو عضو في حزب الأحرار وأول من ترشح ممثلاً لهم في انتخابات فيدرالية من الجالية اللبنانية، وخضر صالح وهو عضو في حزب العمال وفي بلدية كانتبري بانكستاون والتي يقطن المناطق التابعة لها نسبة لا يستهان بها من أبناء الجالية العربية في سيدني. تطرقنا إلى النقاط التالية:
نقاط القوة لدى كل من موريسون وألبانيزي
يقول خضر صالح: "ألبانيزي سياسي معروف في البلاد وتقلد مناصب عدة وهذه الخبرات التي اكتسبها تخوله لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة. كان وزير المواصلات وقدم مشاريع كبرى خلال مسيرته وكان من المتفانين في عمله."
أما خليل طرطق فقال عن موريسون: "موريسون لديه كاريزما بالطبع ولكن رئيس الوزراة يقود السفينة ولديه وزراء ونواب. نحن لسنا كالولايات المتحدة. حزب الأحرار بنى البلاد. غلاء المعيشة هنا أقل من كل دول العالم، التضخم هنا 5.1% وفي الولايات المتحدة ضعف ذلك."
ماذا سيفعل كل حزب لتخفيف الضغوط المعيشية
في الوقت الذي أعلن فيه حزب العمال نيته دعم مقترح رفع الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع التضخم، يرى خليل طرطق أن ذلك سيضر بالاقتصاد: "حزب الأحرار دائما يحكم بوعي، مررنا بصعوبات الجائحة والفيضانات والحرائق وما زلنا مستمرين إلى الأمام لأن الحزب واعي. استراليا توفر حياة مريحة للأستراليين في ظل حكومات ائتلافية."
أما خضر صالح فقال: "بعد وباء كورونا أصبحت كلفة المعيشة لدى الطبقة المتوسطة عبء كبير. خطة العمال لتخفيف ضغوط المعيشة ستكون من خلال بناء المزيد من المساكن بأسعار معقولة واصلاح ازمة رعاية المسنين والتخلص من الهدر بالإضافة إلى رفع الانتاجية ورفع المعاشات لتتوافق مع معدل التضخم الذي نعيشه حاليا."
السياسة الخارجية: اتفاقية الصين وجزر سليمان
وجه صالح سهام النقد لحكومة موريسون في موضوع الاتفاقية الأمنية بين الصين والجزر قائلاً: "لا شك أن ذلك يعكس الفشل الذريع لحكومة موريسون في التعاطي مع هذا الملف الهام من خلال فشلها في تقديم دعم كافي لدول الجوار لنبقى الصداقة معها قائمة. الحكومة العمالية القادمة ستنظر في هذا الموضوع من خلال رفع قيمة المساعدات الخارجية لدول الجوار. في عهد حكومة الأحرار وصلت المساعدات الخارجية إلى أدنى مستوياتها."
وأجب طرطق بالقول: "حكومة الأحرار دائما على اتصال مع جزر سليمان ربما كان هناك سوء تفاهم ولكن العلاقة جيدة واستراليا لم تتخل عن الجيران في المنطقة، هم مهمون لنا ونحن مهمون بالنسبة لهم كذلك."
استمعوا إلى المناظرة كاملة في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلى الصفحة.