فاقت معدلات التضخم التوقعات بالأمس مسجلة أكبر قفزة منذ 2014 ومعدلات البطالة في استراليا في أدنى مستوياتها.
توقع خبراء اقتصاديون وصول معدل التضخم إلى 4% بحلول منتصف العام. وقال المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله ان الملفت بالأرقام هو معدل التضخم بالنصف الثاني لعام 2021 أي بين يوليو وديسمبروالذي وصل ل 3.5% على الرغم من الاغلاق الذي تسبب به متحور دلتا في تلك الفترة.
وأضاف عبدالله: "إذا ربطنا معدلات البطالة المتدنية وبدء معدلات التضخم بالارتفاع، بات من شبه المؤكد ان يلجأ المصرف المركزي لرفع معدلات الفائدة رغم أن المصرف في آخر اجتماع له في ديسمبر الماضي أكد نيته عدم اللجوء إلى رفع الفائدة قبل عام 2024."
وبالعودة إلى بداية أزمة الوباء منتصف عام 2020، نذكر أن معدل الفائدة كان 0.1% وكان المصرف المركزي متخوفاً آنذاك من أن تصل معدلات البطالة إلى 10 أو 15% وولكن أرقام البطالة حالياً تقترب من تسجيل أدنى مستوى لها منذ 45%.
وعن احتمالية رفع سعر الفائدة، شرح المحلل الاقتصادي الخيارات الصعبة التي قد يجد المصرف المركزي نفسه أمامها: "من جهة ارقام التضخم إلى ارتفاع، ومن جهة أخرى لا يزال تأثير كوفيد السلبي واضحاً على الاقتصاد ولا سيما مع موجة اوميكرون الحالية والتي أثرت سلباً على الطيران والسياحة والضيافة."
تجدر الإشارة إلى أن رفع سعر الفائدة بمعدل 1% بحلول نهاية العام سينعكس بشكل مباشر على أصحاب القروض، فعلى سبيل المثال سيتعين على صاحب قرض بقيمة نصف مليون دولار، دفع 5 آلاف دولار إضافية سنوياً.
أرقام البطالة
سجل معدل التوظيف في الأسبوع الماضي وهو معدل لم نشهده منذ عام ٢٠٠٨ وهو قريب جدا من أدنى مستوى تاريخي له سجله منذ 45 عاما، أقل بقليل من 4٪، أي ان سوق العمل يقترب من مستوى التوظيف الكامل بعد ان أضاف أكثر من 64 ألف وظيفة في الفترة الممتدة بين 28 نوفمبر و11 ديسمبر، أي قبل انتشار اوميكرون وتسببه بارتباك العديد من القطاعات الاقتصادية وسلاسل التوريد.
ولكن تعريف الشخص العامل ليس واحداً وفق ما قال لنا المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله: "نذكر ان مكتب الإحصاء يصنف الشخص على أنه موظف، إذا عمل الشخص لمدة ساعة واحدة أو أكثر مقابل أجر خلال الأسبوع التي تتم فيه المقابلة، أو حتى إذا عمل الشخص لمدة ساعة واحدة أو أكثر بدون أجر في شركة عائلية أو في مزرعة."
أما مؤسسات أخرى، مثل مؤسسة روي مورغن للأبحاث، تحتسب اعداد القوى العاملة بطريقة مختلفة وتعرّف العاطل عن العمل بأنه شخص يبحث جدياً عن عمل وقت اجراء المسح. لذلك وجدت روي مورغن ان معدلات البطالة في شهر ديسمبر 8.5% وليس 4.2%.
ويرى عبدالله طريقة مؤسسة روي مورغن أكثر واقعية: "ولكن بغض النظر عن طريقة الاحتساب، الخبر الإيجابي هو ان الاقتصاد الأسترالي استطاع زيادة عدد الوظائف في ديسمبر مقارنة بشهر نوفمبر، وهذا ما يجمع عليه الاحصاءان.
استمعوا إلى مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه والمتضمن للمقابلة الصوتية مع المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله.