انطلق أسبوع الإحتفاء بإرث الأبوريجينيين وسكان جزر مضيق توريس في أستراليا وهذه القصة من داروين دليل على أن الطعام قادر على تذليل العقبات الوهمية بين فئات المجتمع المختلفة.
وصل نديم تركية مع أفراد عائلته إلى داروين في 2016. لم يكن وقتها لديه أي معلومات عن عاصمة المقاطعة الشمالية التي تضم أكبر نسبة من السكان الأصليين مقارنة بباقي المدن الأسترالية.
النقاط الرئيسية
- وصل نديم تركية مع عائلته إلى داروين على تأشيرة لجوء في 2016
- بدأ مصلحة تجارية لبيع الطعام العربي بعد عام على وصوله
- يسعى نديم لفتح مطعم خاص يمزج فيه النكهات العربية بتلك الخاصة بالسكان الأصليين.
روى تركية قصته لأس بي أس عربي24 قائلاً: "وصلنا إلى داروين ولم نجد جالية عربية كبيرة وكان كل شيء مختلفاً بالنسبة لنا. لم يكن الوضع مشابهاً لسيدني أو ملبورن حيث الأكل العربي متوافر في كل مكان واللغة العربية حاضرة في الحياة اليومية."
الشاب المتحدر من أصول سورية-أردنية والمتحمس منذ طفولته للطهي والطعام بكل أنواعه، كان قد حاز على شهادة البكالوريوس في إدارة الفنادق وما زال متمسكاً بحلم فتح مطعمه الخاص.
لم يكن الناس هنا يعرفون عن سوريا سوى ما يرونه في نشرات الأخبار عن الحرب هناك.
تعلق نديم بالمطبخ العربي والسوري تحديداً دفعه للبحث عن مكونات الأطباق العربية في أرجاء المدينة ولكن المهمة لم تكن سهلة البتة: "عندما وصلت في 2016، بدأت أشتاق كثيراً للحمص والفلافل والكنافة. لم أجد المكونات فكنت اضطر للذهاب إلى محلات البقالة الهندي لشراء البقوليات وكذلك المحلات اليونانية للعثور على أصناف من البهارات. طبعاً بهارات معينة مثل السماق لم تكن موجودة في أي مكان لذا كنت أطلبها من ولايات أخرى.
عقبة اللغة الانجليزية حالت دول تواصل والدي نديم مع المجتمع في بداية رحلة الاستقرار إلا أن ذلك لم يمنع العائلة من الترحيب بالضيوف من الأصدقاء الجدد: "الطعام مفتاح الثقافة. صحيح أن والدي لم يتحدثا الانجليزية في البداية إلا أن الطعام كان لغة التواصل بينهما وبين المجتمع الجديد."
نافذة إلى مجتمعات السكان الأصليين
عبّر نديم عن امتعاضه من الأحكام المسبقة التي يطلقها البعض على السكان الأصليين كأن يعمموا مثلاً أن جميعهم من المدمنين على المخدرات والكحول وأنهم لا يرغبون بالعثور على وظيفة. شغفه بالطعام دفعه إلى تأسيس مصلحة تجارية باسم نكهات دمشق Flavours of Damascus وكان ولا يزال يشارك في أسواق داروين الشهيرة التي تمتزج فيها روائح الطعام الزكية من شتى أصقاع العالم.
حظي نديم من خلال عمله بفرصة التعرف عن قرب على مجتمعات السكان الأصليين التي ما زالت متمسكة بالعادات والتقاليد التي يمتد تاريخها على مدى أكثر من 60 ألف عام.
عن هذه التجارب قال لنا: "ليس بإمكاننا إطلاق الأحكام على ثقافة السكان الأصليين. في داروين، ما زالت المجتمعات المحلية تحافظ على الثقافة الأصلية. سعيد بفرصة التواصل معهم وتعلمت عن ثقافتهم من حكمائهم. أنا مُعجب للغاية بقدرتهم على التأقلم مع الطبيعة القاسية في بعض الأحيان وخصوصاً تطويرهم لطرق طهي تعتمد على مكونات من الطبيعة حولهم."
السكان الأصليون يستخلصون نكهات طيبة من الأشجار ويستخدمونها في طبخ الخضار والسمك. مرتبطون بشكل وثيق بالأرض وتمكنوا من الحفاظ على ثقافتهم على مر آلاف السنوات.
وكان نديم سعيداً بردود الفعل الايجابية من أفراد مجتمعات السكان الأصليين عندما جربوا الفلافل والأكل العربي لأول مرة.
ينوي نديم تأسيس مطعمه الخاص قريباً في مدينة داروين، وسيقوم من خلاله بتقديم أطباق تمزج النكهات العربية بتلك الخاصة بالسكان الأصليين: "نفكر في طبخه كباب من لحم الكنغر ومناقيش أيضاً من أعشاب من البيئة المحلية بالتعاون مع شيف من السكان الأصليين."
استمعوا إلى المقابلة مع الشاب نديم تركية عبر الضغط على التدوين الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.