السيد كوريال ماشو لاجئ عراقي أتى إلى أستراليا عام 2018 هارباً من سيطرة داعش، لكن رحلته لم تكن كرحلة أي لاجئ عادي، فهو الإنسان الكفيف الذي فقد بصره نتيجة إصابته بالتهاب الشبكية الصباغي Retinitis Pigmentosa والذي هو مرض وراثي مستعصي لا علاج له.
يقول السير كوريال في حديثه مع SBS عربي 24 أنه بدأ يشعر أن بصره ليس كباقي الأطفال عندما كان تلميذاً في المرحلة الإبتدائية مما شكل عائقاً في وجه إكمال دراسته لذا ترك المدرسة بعد وصوله للصف الخامس.
لم أتمكن من الإستمرار في المدرسة لأن النظر ضروري للدراسة.
بعد سنوات عديدة، وعلى الرغم من إعاقته تمكن من أن يجد عملاً في شركة وأن يتزوج لكن لم يُكتب له ولزوجته أن يُرزقوا بأي أطفال.
عندما أيقن السيد كوريال أن خسارة بصره حكم لا مفر منه، صار يواضب على رؤية الأهل والأصدقاء والجيران لكي يتأكد من أن تُحفر صورهم في ذاكرته لكي تبقى معه مدى الحياة.
بحكم خسارة البصر التدريجية، اعتدت على الأمر وعشت الواقع ولم أدع الأمر يؤثر علي.
لم يدع السيد كوريال إعاقته تقف حاجزاً في وجه تنمية إدراكه وبصيرته، فعلى الرغم من أنه ترك المدرسة باكراً إلا أنه كان لديه حب الإستطلاع والمعرفة ، وثقف نفسه بنفسه من خلال سماع الراديو والأحاديث مع أصدقائه الأطباء والمهندسين.
كما يقول أنه كان شخصاً محبوباً من الجميع لذكائه وحكمته ومساهمته في حل مشاكل الأقارب والأصدقاء.
الرب أعطاني الحكمة حتى أكون إنسان صالح وأفيد من حولي.
بعد غزو داعش للعراق، هرب السيد كوريال مع زوجته إلى الأردن حيث قضوا أربع سنوات، وهناك بدأ بزيارة الكنائس وحفظ الإنجيل مستعملاً حاستي السمع واللمس حتى حفظ الكتاب المقدس كاملاً وصار يقرؤه كل يوم أحد في الكنيسة.
لكن الفرق الأكبر لمسه السيد كوريال بعد مجيئه إلى أستراليا، التي رأى أنها بلد نظيفة حيث يطبق القانون على الجميع ويستطيع كل إنسان أن يحصل على فرصته.
كنت إنساناً منبوذاً بلا قيمة ولكني شعرت في أستراليا أني إنسان محترم ومحبوب ولي كامل الحقوق بغض النظر عن الإعاقة.
يضيف السيد كوريال أنه حصل على العديد من الخدمات التي تساعده أن يعيش حياته بصورة طبيعية وذلك عبر البرنامج الوطني لتأمين ذوي الإحتياجات الخاصة NDIS وعبر مؤسسة Vision Australia التي علمته استعمال الهاتف المحمول والكمبيوتر إضافة إلى تقديمها العديد من الأجهزة الناطقة التي تساعده في حياته اليومية.
كما يقوم بالتواصل مع العديد من الأصدقاء المكفوفين حول أستراليا عبر خدمة Telelink حيث يلتقون ويتبادلون الأحاديث والخبرات عبر هذه المنصة الإلكترونية.
وفي ختام الحديث، أكد السيد كوريال على الفرق الكبير بين النظرة لذوي الإحتياجات الخاصة بين أستراليا والبلاد العربية وألقى باللوم على مناهج التربية والتعليم المتبعة في البلدان العربية والتي لا تنمي روح تقبل الآخر المختلف لدى الأطفال منذ صغرهم.
التعلم في الصغر كالنقش في الحجر فعندما يتعلم الطفل الصواب منذ صغره يمشي في الطريق المستقيم.
يمكنكم الإستماع إلى كامل اللقاء في التسجيل المرفق أغلى الصفحة.
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.
توجهوا الآن إلى موقعنا الالكتروني للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.