تحيي فرقة الأرز للفولكلور اللبناني بقيادة إيلي العاقوري مؤسّس الفرقة، يومًا احتفاليًا بمناسبة مرور 44 سنة على تأسيس الفرقة وذلك يوم الأحد الواقع في الثّامن عشر من شهر تشرين الأول/اكتوبر في قاعة Granville Townhall .
غادر إيلي عاقوري أرض لبنان منذ 48 سنة في العام 1978. انسلخ عن موطنه ولكنه أبى إلّا وأن يحمله معه إلى أستراليا. اختار إيلي أن ينشر إرث التراث اللبناني ويعيد إحياءه في رقصة تقليدية باتت بصمة وهي "الدبكة اللبنانيّة".
النقاط الرئيسية:
- مع اندلاع الحرب اللبنانيّة، اختار إيلي أن يغيّر الصورة النمطية عن لبنان، وبدأ بإحياء التراث اللبناني من خلال تعليم "الدبكة"
- أسس فرقة أرز لبنان الفلكلورية عام 1977 ويحتفل اليوم بمرور 44 سنة على تأسيس الفرقة
- صمم أكثر من 22 بذلة فلكلورية مع المحافظة على الشروال واللبادة في اللباس التراثي اللبناني
مع اندلاع الحرب اللبنانيّة، اختار إيلي أن يغيّر الصورة النمطية عن لبنان التي كانت سائدة آنذاك، وبدأ بالتدريب على "الدبكة" في دير مار شربل ومن ثمّ أسس فرقة أرز لبنان الفلكلورية عام 1977.
عبّر إيلي عن أنه لم يكن يعرف شيئًا عن الدبكة ولم يدرس الفنون المسرحية قبيل مجيئه إلى أستراليا، ولكن القصة انطلقت في أستراليا حين طلب منه أخذ المبادرة وتعليم الدبكة اللبنانيّة كونه كان أستاذ فنون مسرحية، فما كان عليه إلّا أن يلبّي النداء قائلًا:
في طفولتي في لبنان لم أكن لدي فكرة عن الدبكة، ولم أكن أعرف حتى أن أدبك، لكن قبلت لا شعوريًا دون معرفة شيء عن الأمر.
الشروال واللبّادة
روى إيلي عن مدى تفاعل الاغتراب اللبناني مع هذه المبادرة التي أطلقها محاولًا نقل التراث بكامل تفاصيله ومبادرًا بنفسه إلى تصميم اللباس الفلكلوري التقليدي، فأردف قائلًا:
حاولت أن أحدث تعديلًا في اللباس التقليدي كي يتلائم مع الجالية اللبنانية في أستراليا ولكن مع المحافظة على الشروال واللبادة في اللباس التقليديّ. صممتُ أكثر من 22 بذلة فلكلورية تجمع بين القديم والمعاصر.
كما وعبّر إيلي عاقوري عن الاندفاع الشديد الذي أبداه الاغتراب اللبناني لتعلّم الدبكة في مطلع الثمانينات نظرًا لتعطّشه للتراث في ظل غياب وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا:
منذ 44 سنة وإلى اليوم، انضمّ إلى الفرقة أكثر من 622 عضوًا عدا التلامذة في المدارس الحكومية والخاصة ، واستطعت المحافظة على الفرقة رغم السنين.
تشابك الأيادي
شرح إيلي أنّ لكل محافظة في لبنان خصوصيّة في أدائها للدبكة التراثيّة ولكن الخطوات الأساسية هي واحدة قائلًا:
أهالي جبل لبنان والدروز لهم دبكتهم الخاصة، كما أهالي الجنوب و طرابلس ولكن رغم الخصوصية، فإن تشابك الأيادي في هذا العمل الجماعي على خشبة المسرح، يكشف وجه لبنان الحضاريّ.
44 سنة من الدبكة
أعرب إيلي عن فخره بمسيرة دامت مدة 44 سنة من الفرح وإحياء التراث اللبناني وأضاف قائلًا:
" هناك أشخاص ما زالوا في الفرقة منذ 44 سنة. بعض أعضاء الفرقة تزوجوا من بعض واليوم انضمّ أولادهم أيضًا لفرقة الأرز".
واحتفالًا بهذه المسيرة، ستحيي فرقة الأرز للفولكلور اللبناني يومًا احتفاليًّا بمناسبة مرور 44 سنة على تأسيس الفرقة وذلك يوم الأحد الواقع في الثّامن عشر من شهر تشرين الأول/اكتوبر في قاعة Granville Townhall. هذا اليوم سيتكلّل بمشاركة 17 فنانًا لبنانيًّا وخاصة من القدامى من أجل تكريمهم على عطاءاتهم.
الدبكة تواصل إنسانيّ
في عالم يتقوقع على ذاته في عزلة قسرية جرّاء وباء يجتاح العالم، تقف الدبكة اللبنانية كمبادرة تواصل انسانيّ في قلب واحد ونبضٍ واحد والأيادي متشابكة ببعضها، وكأن في الموسيقى والفنون نوع من الشفاء للعالم من عزلته.
وفي هذا الإطار، أعرب عاقوري عن أسفه لما يجري في العالم بشكلٍ عام وفي لبنان وطنه بشكل خاص شاكرًا أستراليا التي سمحت للفرقة بإحياء التراث وعيشه على أرضها. وختم متمنيًّا أن تتشابك أيادي الجالية اللبنانية في الإغتراب لبناء لبنان متمنيًّا الّا يستمع الإغتراب لمن بسببهم هاجر اللبنانيون قائلًا:
يكفينا تشرذمًا، ليتنا نشبك الأيادي ونعمل مع بعض لإعادة إحياء لبنان من خلال الفلكلور.
هل أعجبكم المقال؟ إستمعوا لبرنامج "بيت المزيكا" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة التاسعة صباحا إلى منتصف النهار بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.