توقظ النتائج الأولية للانتخابات النيابية في لبنان رياح التغيير، مكرسة واقعًا جديدًا في المشهد السياسي مع ازدياد في حجم القوى السيادية ووصول القوى التغييرية الى سدة البرلمان من بابه العريض بعد ان أقفل بوجه مطالبهم في ثورة 17 تشرين وكسر للذكورية السياسية مع وصول 8 سيدات الى سدة البرلمان، فهل يمكن ان يكون هناك رابح وسط أكثرية صامتة تمثلت ب 60% من الشعب اللبناني مقاطعة لهذا الاستحقاق الدستوري؟
أقفلت صناديق الاقتراع عشية 15 أيار مايو لتفتح الباب على مرحلة دقيقة من تاريخ لبنان، مع أكثر من ١٠ مقاعد للقوى التغييرية التي افرزتها ثورة 17 تشرين للمطالبة بالتغيير الحقيقي والجذري.
النقاط الرئيسية
- قدّم رئيس تحرير صحيفة التلغراف الأستاذ أنطوان القزي قراءة تحليلية للنتائج الأولية للانتخابات النيابية في لبنان
- تحدث عن إيجابية واقعية تجلت في نتائج تغييرية ملموسة أوصلت القوى السيادية والتغييرية وحجمت قوى الممانعة
- هنّأ المغتربين الذين حققوا نسبة اقتراع فاقت الوطن الأم مباركًا للمغترب الأسترالي اللبناني إيهاب مطر الذي حجز مقعدًا له في البرلمان عن دائرة الشمال الثانية
مشاركة خجولة لا بل محبطة للكثيرين لم تتجاوز ال 41% في أول انتخابات منذ انفجار مرفأ بيروت والانهيار المالي، والنتائج لازلت غير نهائية لكن مؤشراتها الأولى تحدثت عن مشهد مختلف عما كان عليه خصوصاً لجهة شق صفوف التحالفات التي كانت سائدة.
في قراءة أولية لنتائج الانتخابات البرلمانية، تحدث الكاتب والصحافي ورئيس تحرير صحيفة التلغراف الأستاذ أنطوان القزي لأس بي أس عربي، معربًا عن إيجابية واقعية تجلت في نتائج تغييرية ملموسة اذ يقول:
إنها خطوة أولى، ما تحقق عظيم ولم يكم بإمكاننا تحقيق أكثر من ذلك
وأردف قائلًا:
" غياب البرتقالي عن جزين ودخول القوات بوابة الجنوب وبعلبك وسط كل المواجهات، تغيير في المشهد السياسي".
وفي قراءة لآخر الأرقام والحواصل الانتخابية، يعتبر قزي ان العدد هو مؤشر لبداية جديدة اذ يقول:
"افرزت الانتخابات 11 نائبًا، وخرقت الجنبلاطية في الشوف وعاليه"
اثنى قزي على دور الاغتراب اللبناني الذي وصف "بالتسونامي الاغترابي" اذ قال كلمة مفصلية عبر مشاركته الفاعلة في التصويت، مساهمًا بوصول السياديين والتغييرين إلى البرلمان، ما قد يحمل تغييرًا ايجابيًا في الحياة السياسية اللبنانيّة. وفي هذا الإطار يقول:
" مبروك للمغتربين الذين حققوا نسبة اقتراع فاقت الوطن الأم واوصلت التغيير".
كما وبارك للمغترب الأسترالي اللبناني إيهاب مطر الذي حجز مقعدًا له في البرلمان عن دائرة الشمال الثانية.
أما حول دلالات المقاطعة الكبيرة الذي ناهزت %60 من الشعب اللبناني يقول قزي:
"المرحلة الجديدة محفزة للناس، وجزء كبير لن يقاطع في الانتخابات المقبلة"
أشار قزي الى أن إحباط اللبناني من الواقع المعيشي وفقدان ثقته بالقدرة على التغيير، لعب دورًا سلبيًا في هذه المرحلة.
يتفاءل قزي بوصول وجوه شبابية واعدة تدخل المعترك السياسي للمرة الأولى، ولكن على هذه القوى ان تتوحد وإلا:
"أخشى التشرذم وحينها، فالنتائج المرجوّة لن تتحقق".
ورغم التجاوزات التي اعاقت عملية نزاهة الانتخابات والتحفظات الكثيرة التي أبدتها الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات، الا أن هذا الاستحقاق سيرسم مرحلة مستقبلية دقيقة ومعقدة سيما قبيل الانتخابات الرئاسية، اذ يقول قزي:
"رغم تراجع كتلة حزب الله، واجتياح حزب القوات اللبنانية، الا ان الواقع معقد وقد يؤدي الى تعطيل المؤسسات".
وعن غياب شبه كامل لتيار المستقبل والمقربين منه الذي يتعارض مع مفهوم الديمقراطية، يقول قزي:
" رغم سلبية المقاطعة، فالإيجابية تجلت في تشكل تنوع غني في المشهد السني".
كما وأعرب عن فخره لوصول 8 نساء الى البرلمان قائلًا:
لأول مرة تصل 8 نساء، لتحجيم الذكورية المتحكمة بالبلد منذ الاستقلال دون جدوى
وختم قائلًا:
نعيش اليوم بين ديمقراطية الرصاص وديمقراطية متعطشة لما هو أفضل
فكيف سيتبلور المشهد السياسي البلد غارق في ظلمة كاملة ويئن تحت وطأة انهيار اقتصادي حمّل البنك الدولي مسؤوليته للطبقة الحاكمة وانفجار مدمر في ميناء بيروت في عام 2020.
لمعرفة المزيد عمّا جرى بحثه، يمكنك الاستماع الى كامل المقابلة في الملّف الصوتيّ أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.