لكنها قد تكون من المرات النادرة التي يتمكن فيها أب وأم من إخفاء أولادهم الـ 13 عن العالم ويُبقونهم طوال الوقت في المنزل، مقيدين إياهم بالسلاسل لسنوات. وقد علمت بهم الشرطة صدفة عندما تمكنّت إحدى الشقيقات، وعمرها 17 سنة، من الفرار من إحدى النوافذ وإبلاغ الشرطة عن الرعب الذي يحصل داخل المنزل. وبدا الأولاد لدى إنقاذهم مصابين بسوء التغذية، وقد عاشوا طويلاً في الظلمة ووسط رائحة كريهة.
والغريب أن الأولاد الـ 13 ليسوا جميعهم قاصرين، فعمر كبيرهم 29 سنة، فيما أصغر أفراد العائلة طفلة في الثانية من عمرها. وقد ألقت الشرطة القبض على الوالد الذي يدعى David Allen Turpin وعمره 57 عاماً، والوالدة Louise Anna Turpin وعمرهما 49 عاماً، وأودعتهما السجن.
ويبدو بحسب إفادات بعض الجيران، أنه لم تمضِ أكثر من سنتين على انتقال العائلة إلى المنزل الذي تسكنه. لكنّ أحد الجيران ذكر أنه رأى بعض أطفال العائلة وهم يضعون أضواء عيد الميلاد خارج المنزل قبل أكثر من سنتين، موضحاً أن الأطفال بدوا مهذبين وخجولين.
وذكرت إحدى الجارات أنها سبق أن لاحظت شحوب أطفال العائلة، ما أثار فضولها، من دون أن تندفع لمعرفة السبب. وأعربت عن ندمها لعدم تصديق حدسها والسعي إلى اكتشاف ما الذي يحصل داخل المننزل.
وسبق أن حصلت حالات احتجاز مماثلة للأطفال، لم تخلُ من اعتداءات جسدية وجنسية، من قبل أهاليهم أو مقدمي الرعاية لهم في أمكنة مختلفة من العالم. بعض هذه الحالات حصل في أستراليا، وإحداها العام الماضي عندما أقدم رجل وزوجته على قتل طفلهما الذي يدعى جوزف، وعمره لا يتجاوز الـ 3 سنوات، لكي ينفقا من دونه دفعة الضمان الاجتماعي!
لكنّ مثل هذه الجرائم قليلة في أستراليا بسبب القوانين المشددة والتي تسمح بتربية الأطفال بعيداً عن أهاليهم ما أن تشكل بيئة المنزل خطراً عليهم. وبحسب موقع المؤسسة الأسترالية للدراسات العائلية التابع للحكومة الفدرالية Australian Institute of Family Studies، هناك حالياً نحو 47 ألف طفل في أستراليا من عمر الولادة حتى الـ 17 سنة تتم تربيتهم خارج المنزل، للحفاظ على سلامتهم.
ونعود إلى الزوجيْن الأميركييْن Turpin المعتقليْن الآن لدى الشرطة. بانتظار ما ستكشف عنه محاكمتهما، تبقى أسئلة كثيرة عالقة ومنها: كيف يمكن تصنيف مثل هذه الجريمة؟ كيف يمكن فهمها؟ ما العقوبة التي يجب أن تُنزَل بالأهل؟ كيف أخفق النظام التعليمي في اكتشاف 13 ولداً من المرجح أن أياً منهم لم تطأ قدماه المدرسة يوماً؟ مَن المسؤول عن اكتشاف مثل هذه الحالات؟ هل هي الحكومة فقط؟ ماذا عن الجيران؟ هل لهم دور لمنع حصول مثل هذه الاعتداءات؟ هل يمكن أن تبلغوا السلطات عن مثل هذه الحالات إذا عرفتم بها أم تعتبرون أن الأمر لا يعنيكم؟