نشرت صحيفة سيدني مورننغ هيرالد www.smh.com.au على موقعها الالكتروني لمحة عن نتائج استطلاع رأي أجرته CoreData على عينة شملت ألف شخص في أستراليا، أعرب 30 في المئة منهم عن معاناتهم من الضغط المادي الذي امتدت آثاره لتشمل من ينتمون إلى خلفيات إقتصادية واجتماعية مختلفة.
أحد الأمثلة من العينة التي شملها استطلاع الرأي، ماريان راسل (24 عاما) وزوجها زاك (28 عاما) ولديهم طفلين. تعتمد العائلة بشكل أساسي على دخل زاك الذي يعمل نجارا، وبالكاد يكفي لدفع المستحقات وفواتير الطاقة الشهرية، وتضيف ماريان القول: "لم يتبقى لدينا سوى 30 دولار بعد دفع التزاماتنا لهذين الأسبوعين ولكن ينبغي علينا أن نكون شاكرين كوننا نملك ما يكفي من الطعام." ويبدو أن آثار هذا الضغط المادي امتدت لتلقي بظلالها على علاقة ماريان وزاك بحيث توضح ماريان أنها تشعر بالضغط النفسي والاكتئاب، خصوصا أن زوجها يعمل لستة أيام في الأسبوع.
واضطرت ماريان إلى إلغاء دروس السباحة الخاصة بولديها نظرا للكلفة المرتفعة وتحاول أن تبيع أعمالها الفنية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتوفير بعض النقود الإضافية. ورغم كل هذه الضغوطات، لا تتذمر من ايجار المنزل الذي تسكنه العائلة وتعتبره مناسبا ولكن في نفس الوقت لا تعتقد أن بإمكانهم التقدم ماديا في سيدني.
ويقول الطبيب النفسي نيكولاس غايت بأن الضغط المادي ليس حكرا على فئة إجتماعية غيرها، حيث أن الأشخاص الذين يتمتعون بوضع مادي ميسور، يعانون أيضا من هذه الضغوطات. ويضيف دكتور غايت بأن العبء النفسي المتولد من الضغوط المادية يؤثر بشكل سلبي على الجسد وتظهر آثاره بعدم انتظام ساعات النوم وانخفاض كفاءة الجهاز المناعي مما قد يدمر الصحة والعلاقات الاجتماعية.
ومن جانب آخر، نرى الكثير من أفراد المجتمع ممن تترتب عليهم مسؤوليات مادية، يعملون بأكثر من وظيفة ليتمكنوا من الوفاء بمستحقاتهم في وقتها. أما العائلات التي تضم أكثر من فرد عامل فعادة ما تتمكن من العيش بسهولة أكثر على الرغم من الارتفاع الحاد في أسعار العقارات وفواتير الطاقة.
كيف تتعاملون مع الضغوطات المتولدة من المشاكل المادية؟ هل تؤيدون مراجعة الأطباء النفسيين لإعادة التوازن إلى حياتكم؟