شهدت مدينة ملبورن الأحد حادثة عنف أثارت موجة واسعة من التنديد، بعدما اقتحمت مجموعة منتمية للتيار النازي الجديد مخيم "سيادة السكان الأصليين" القائم في King’s Domain.
ووفقًا لمنظمي المخيم ، فإن المهاجمين وصلوا إلى الموقع بعد مشاركتهم في مسيرة "من أجل أستراليا" المناهضة للهجرة والتعددية الثقافية التي أُقيمت في وسط المدينة.
وأفاد المنظمون أن المعتدين كانوا يحملون أنابيب معدنية وعصيًّا وأغصانًا، وقاموا بالاعتداء على المتظاهرين، مستهدفين النساء بشكل خاص، كما أقدموا على إطفاء النار المقدسة والدوس على علم السكان الأصليين.
وأعلنت "إسعاف فيكتوريا" نقل امرأة في الثلاثينات من عمرها إلى المستشفى بعد إصابتها بجروح في الجزء العلوي من جسدها، فيما أُصيب ثلاثة آخرون بجروح.
الشرطة أكدت أنها تحقق في الحادث، بينما وصف وزير شرطة فيكتوريا، أنتوني كاربينز، الاعتداء بأنه "جبان ويجب التنديد به"، مضيفًا: "لن نسمح بالترهيب أو العنف، وسنحاسب المتورطين"
من جهتها، أصدرت "جمعية السكان الأصليين" بيانًا جاء فيه: "الجمعية تقف بثبات مع مخيم سيادة السكان الأصليين ومع من يواصلون التظاهر في شوارع ملبورن دفاعًا عن الثقافة والعدالة والحقيقة".
كما استنكرت "الأمم الأولى في فيكتوريا" الهجوم واعتبرته "عملاً عنيفًا يستهدف حق السكان الأصليين في الاحتجاج وممارسة ثقافتهم"، داعية إلى فتح تحقيق شامل وضمان حماية المجتمعات الأصلية في الأماكن العامة.
السيناتورة ليديا ثورب وصفت الحادث عبر منصة "إكس" بأنه "جريمة كراهية نُفذت من قبل نازيين جدد ضد السكان الأصليين"، ودعت الشرطة الفيدرالية إلى إجراء تحقيق شامل واتخاذ "إجراءات حازمة ضد هؤلاء المعتدين".
ولم يتم تنفيذ أي اعتقالات في موقع مخيم "سيادة السكان الأصليين"، إلا أن الشرطة ألقت القبض على ستة أشخاص في مواقع مختلفة بمدينة ملبورن خلال احتجاجات مسيرة "من أجل أستراليا".
ويأتي الحادث في وقت يشهد فيه المشهد السياسي والإعلامي في أستراليا جدلاً حول قضايا الهجرة والعلاقات مع الولايات المتحدة، إضافة إلى انعكاسات الحرب في غزة وتداعياتها على الجاليات العربية واللبنانية، وسط دعوات متزايدة لوضع حد لأعمال العنف وخطاب الكراهية.