هكذا يمكن اختصار المشهد في ملف الأزمة الكورية، مع تحذيرات جديدة إلى أستراليا بأنها لن تكون في مأمن من أي حرب إقليمية محتملة وأن دماراً شديداً سيلحق بمدنها الكبرى.
صحيفة الدايلي مايل نشرت تقريراً خطيراً بنته على تحاليل الخبراء ويؤكد بأن النهاية لن تكون سعيدة أبداً بالنسبة إلى أستراليا في حال نشوب حرب بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها. وأشارت الصحيفة إلى أن صواريخ كوريا الشمالية التي يمكن تجهيزها برؤوس نووية لن تصل فقط إلى أطراف مقاطعة أراضي الشمال، بل أن أكبر المدن الأسترالية نفسها، أي سدني، هي تحت مرمى نيران هذه الصواريخ.
وتزامن تقرير الدايلي مايل مع تحليل نشره موقع ABC لأحد خبراء الدفاع،Brad Roberts ، الذي كان مساعداً لوزير الدفاع الأميركي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وكان مسؤولاً تحديداً عن السياسة الدفاعية الخاصة بالترسانتين النووية والصاروخية للولايات المتحدة. الخبير روبرتس رأى في حديثه مع الـ ABC أن أستراليا ليست مستعدة عسكرياً لأي حرب محتملة في المنطقة، داعياً إياها إلى ضرورة تجهيز سفنها بصواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ الكورية. وأضاف روبرتس أن إنشاء درع صاروخي على اليابسة أستراليا سيكون مكلفاً جداً وأن أستراليا قد تكون تأخرت لمثل هذا التدبير الاحتياطي.

North Korean missile test launch August 2017 Source: AAP
تأتي هذه التحذيرات وسط حالة من الترقب الشديد في المنطقة بسبب سلسلة من التطورات أبرزها:
• ترجيح تنفيذ الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون تهديداته بإجراء اختبار نووي تحت مياه المحيط، وهو أمر يعتبره الرئيس الأميركي باراك أوباما خطاً أحمر.
• تصاعد الحرب الكلامية في الآونة الأخيرة من بين واشنطن وبيونغ يانغ لدرجة أن الأخيرة اعتبرت أن الولايات المتحدة أعلنت الحرب عليها.
• حشود عسكرية صينية وروسية ضخمة عند حدود كل منهما مع كوريا الشمالية، وحشود عسكرية للأخيرة على امتداد حدودها البحرية وتلك التي تفصلها عن كوريا الجنوبية، وسط حشود مقابلة لكوريا الجنوبية واستقدام الولايات المتحدة المزيد من قطعها البحرية إلى المنطقة.
في المقابل، وفي محاولة منها لممارسة المزيد من الضغوط على شريكتها الاقتصادية كوريا الشمالية، طلبت الصين من شركات الأخيرة العاملة في أراضيها إقفال أبوابها والرحيل منها خلال 120 يوماً، التزاماً منها بالقرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي شدد عقوباته على كوريا الشمالية.