Feature

اختطفت وعاشت بهوية مزيفة.. وعادت بعد 14 عاماً لتروي ما حدث

بعد اختطافها من قِبل والدتها، أُجبرت روز على قضاء طفولتها بهوية مزيفة، محاولةً التهرب من الشرطة. كيف تبدو الحياة كشخص مفقود؟ وكيف تعود إلى المجتمع بعد كل هذا الوقت الضائع؟

An illustration of three white milk cartons. The front carton has the word MISSING written in block letters above a photo of a little girl with ginger hair, her face blurred out

Rose (not her real name) vanished in 1993 when she was five. Her disappearance spurred a federal police search that never managed to find her. Source: SBS / Caroline Huang

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

في أحد أيام شتاء عام 1993، وضعت والدة روز (اسم مستعار) بعض الأغراض في حقيبة، حملت طفلتها الصغيرة، واستقلت سيارة نيسان قديمة، تاركة وراءها حياة مضطربة وزوجًا غاضبًا.

كانت روز تبلغ حينها خمس سنوات، ولم تكن تعلم أنها لن ترى والدها مجددًا طوال طفولتها.

تتذكر روز تلك اللحظة بوضوح: "كانت أمي مصممة، عيناها مليئتان بالقلق. دفعتني إلى السيارة وانطلقت، لكن والدي لاحقنا بسيارته. حاول اعتراض طريقنا وكدنا نصطدم به".
A young red-haired girl standing in a pool wearing yellow floaties, clutching a blue ball to her chest. Her face is pixelated
Rose and her mother lived a life on the run after she was abducted, changing their identities. Source: Supplied
منذ تلك اللحظة، بدأت رحلة من الهروب والاختفاء، باعوا السيارة، وأجروا مكالمة وداع أخيرة مع الجدة، ثم انتحلوا هويات جديدة.

وعلى مدى 14 عامًا، عاشت روز في الظل، تتنقل مع والدتها من ولاية إلى أخرى، دون وثائق رسمية، ولا رعاية صحية، ولا أصدقاء ثابتين.

تقول روز: "كانت أمي عالَمي الوحيد، لكنها كانت أيضًا مصدر خوفي الأكبر. إذا شككت في روايتها أو تمردت، كانت تعاقبني بالصراخ، أو التجاهل، أو نوبات الغضب".

ولم تكن الحياة مع والدتها عنيفة جسديًا، لكنها كانت مليئة بالتحكم، والإكراه، والعزلة.
A girl with short, red hair sits on a bed framed by a red curtain and a white lace hanging, in a bedroom with a fringed lamp and a large teddy bear in the corner
Moving constantly, Rose and her mother often stayed in share houses or properties rented under the names of her mother's boyfriends. Source: Supplied
عاشت روز طفولتها في بيوت مؤجرة نقدًا، تملؤها مستلزمات التمويه كالشعر المستعار والأزياء التنكرية.

ولم يُسمح لها باللعب في الخارج ليلًا خوفًا من انكشاف أمرهما. تقول: "كنا نعيش في حالة خوف دائم من الشرطة... وكانت أمي تقنعني أن السجن أو دار الرعاية سيكونان أسوأ".

أما والد روز، فظل يبحث عنها طوال هذه السنوات، مقدمًا نداءات عبر الإعلام. في ذلك الوقت، كانت الشرطة قد أصدرت مذكرة توقيف بحق الأم، لكن دون نتيجة.

محامية شؤون الأسرة، غابرييلا بوماري، تؤكد أن اختطاف أحد الوالدين لطفله دون موافقة الطرف الآخر يُعد جريمة، خاصة إذا خالف أحدهما أوامر المحكمة.
A woman with long, wavy brown hair in red lipstick and a white sleeveless top smiles on a couch with her hand resting on her chin
Gabriella Pomare is a lawyer specialising in parental abduction cases, working to return children home to Australia. Source: Supplied
ومع ذلك، تقول بوماري إن بعض الحالات يمكن تبريرها إذا كان الطفل معرضًا لخطر مباشر، كالعنف الأسري.

تضيف: "شهدنا تزايدًا في هذه القضايا، سواء داخل أستراليا أو عبر حدودها. وفي بعض الحالات، يُستخدم القانون الدولي واتفاقية لاهاي لإعادة الأطفال من الخارج".

وفقًا للإحصائيات، يشكل اختطاف الوالدين نسبة صغيرة من حالات الاختفاء في أستراليا، لكن تأثيره النفسي على الطفل طويل الأمد.

الباحثة سارة وايلاند تقول إن مثل هذه الحالات تُعامَل أحيانًا باستخفاف: "يعتقد البعض أن الطفل بخير طالما هو مع أحد والديه، لكن الحقيقة قد تكون مختلفة تمامًا".

تقول روز إن والدتها كانت تعاني من اضطرابات نفسية واضحة. "كانت مكتئبة ومعزولة. كنت أعرف أنها بحاجة إلى مساعدة، لكن لم أكن أستطيع الحديث مع أحد".
A young girl with short, red hair and a fringe stands in a house, wearing a white polka dot top with a frilly collar. Her face is pixelated.
Rose says her childhood was isolating and "cult-like". Source: Supplied
بعد بلوغها، ذهبت روز بنفسها إلى مكتب "سنترلينك" وقالت بهدوء: "أنا مفقودة منذ 14 عامًا وأحتاج إلى المساعدة".

ولم يكن رد الفعل كما توقعت. لم يُظهر أحد دهشة، ولم تبدأ رحلة العلاج أو إعادة التأهيل فورًا.

اليوم، تعيش روز محاولة دائمة لفهم ماضيها، ولمعالجة أثر الحرمان والعزلة. "كأنني خرجت لتوي من كهف، وأتعلم الآن كيف أعيش وسط الناس".

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

نشر في:

By Jennifer Luu
المصدر: SBS

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand