قال جهاز الاستخبارات الأسترالي إنه يحقق في مزاعم محاولة الصين إيصال رجل أعمال مرتبط بها إلى البرلمان الفدرالي بغية تحويله إلى جاسوس.
وافادت معلومات كُشفت خلال برنامج "60 دقيقة" على شبكة ناين أن عملاء صينيين عرضوا على رجل الأعمال Nick Zhao الذي يحمل الجنسيتين الصينية والأسترالية، مبلغاً قدره مليون دولار أسترالي للترشح في الانتخابات الفدرالية على أحد مقاعد مدينة ملبورن.
وعُثر على الجاسوس الصيني المزعوم جثة هامدة في غرفة أحد الفنادق بعد أن كشفت المخابرات الأسترالية أمره. ووفق المعلومات، فإن تاجر السيارات البالغ من العمر 32 عاماً والمتخصص في بيع السيارات الفاخرة، قال قبل وفاته لجهاز الاستخبارات الأسترالي إنه تم التواصل معه بهدف التجسس.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قد نفى بشدة تلك المزاعم، وقالت وسائل إعلام صينية متحدثة باسم الحزب الشيوعي الحاكم إن مستوى العداء للصين في استراليا بلغ حد الهستيريا.
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء سكوت موريسون أن الاتهامات المتعلقة بالتدخل الصيني "مقلقة ومزعجة للغاية". وصرّح موريسون للصحافة "أستراليا ليست ساذجة امام التهديدات التي تواجهها".

Prime Minister Scott Morrison at a press conference at Parliament House in Canberra. Source: AAP
وقال رئيس جهاز الاستخبارات مايك بورغس في بيان مساء الأحد، إن الجهاز كان "على علم بالقضية" و"يحقق بشكل نشط".
ولم يرغب بورغس في التعليق على موت رجل الأعمال الصيني لأن الأمر ما زال قيد التحقيق واكتفى بالقول إن "الأنشطة العدائية التي تقوم بها أجهزة استخبارات أجنبية مستمرة وتشكل تهديدا لبلدنا وأمنه."
من جانبها، قالت زعيمة حزب العمال في مجلس الشيوخ بيني وونغ إن العلاقات الاسترالية- الصينية أصبحت أكثر تعقيدا وسط تبادل اتهامات بين البلدين بشأن تدخل صيني مفترض في الشؤون الأسترالية.
ورأت وونغ ان الحكومة الحالية غير قادرة على إدارة علاقة معقدة مع الصين، مشيرة إلى أن الحكومة رفضت طلب قدمته بصفتها البرلمانية للحصول على معلومات استخبارتية حول موضوع التدخل الصيني المزعوم.
"الجاسوس" وانغ ليكيانغ
المعلومات الخاصة بالجاسوس الصيني المزعوم كشفها رجل صيني يزعم أنه يعمل لدى الاستخبارات الصينية خلال مقابلة تليفزيونية عاصفة مع شبكة القناة التاسعة. الرجل الذي عرف عن نفسه باسم وانغ ليكيانغ قال إنه قام بعمليات لصالح الاستخبارات الصينية في هونغ كونع وتايوان وأستراليا.
وكشف هذا الجاسوس المزعوم لجهاز الاستخبارات الأسترالي هويات مسؤولين كبار في الاستخبارات العسكرية الصينية في هونغ كونغ وتفاصيل حول طرق عملهم، بحسب وسائل إعلام أسترالية.
لكن الصين نفت أي علاقة لها بالرجل أو أنه كان يعمل لديها بأي شكل وقالت الشرطة الصينية إن وانغ ليكيانغ متهم بالاحتيال وفارّ من العدالة.
ومنذ لقاءه التليفزيوني تكاثرت الدعوات في أستراليا لمنحه اللجوء السياسي، وعدم إعادته إلى الصين مرة أخرى.

Wang "William" Liqiang speaks to 60 Minutes. Source: 60 Minutes
وخلال الأسبوع الماضي، اتهم الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الأسترالي دانكن لويس الذي استقال في أيلول/سبتمبر، الصين أنها تسعى إلى "السيطرة" على أوساط سياسية في أستراليا من خلال حملة "تجسس وتدخل".
ويُشتبه أيضاً أن تكون الصين وراء عمليات قرصنة إلكترونية واسعة النطاق استهدفت البرلمان الأسترالي وجامعة مرتبطة بالحكومة وبعض الأجهزة الأمنية خلال الشهور الماضية. وخلال عمليات القرصنة تلك تم جمع بيانات من حزب العمال وائتلاف الأحرار والوطنيين بالإضافة إلى معلومات من البرلمان وأجهزة أخرى.
وسبق أن نفت بكين بشدة الاتهامات بالتدخل بشكل غير قانوني في الشؤون الأسترالية.