قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إن هذا الاجتماع يندرج فقط ضمن إطار تنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية، موضحاً: "لم نصل بعد إلى مرحلة محادثات السلام".
أجواء "إيجابية" وفق الجانب الإسرائيلي
من جهتها، وصفت إسرائيل اللقاء بأنه جرى في "أجواء إيجابية"، وذلك بعد أسابيع من تكثيف ضرباتها على لبنان، والتي تقول إنها تستهدف محاولات حزب الله لإعادة بناء قدراته بعد الخسائر التي تكبّدها في الحرب. كما هدّدت بمزيد من التصعيد في حال لم تُعجِّل الحكومة اللبنانية في عملية نزع السلاح.
اجتماع الناقورة: دور أممي ورعاية أميركية
وقالت السفارة الأميركية في بيروت إن لجنة “الميكانيزم” الخاصة بمراقبة وقف إطلاق النار عقدت اجتماعها في مقر قوات اليونيفيل في الناقورة، بهدف تقييم الجهود الجارية للوصول إلى ترتيب دائم لوقف الأعمال العدائية.
وشارك في الاجتماع كل من:
- السفير اللبناني السابق سيمون كرم،
- المدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك،
- الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس.
وأكد البيان الأميركي أن انضمام ممثلين مدنيين إلى الاجتماعات يشكّل “خطوة مهمة نحو حوار مدني مستدام” يوازي الحوار العسكري، بما يعزز الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة من النزاع.
موقف لبنان: وقف الأعمال العدائية أولاً… والسلام ليس مطروحاً
أكد نواف سلام أن هدف هذه الاجتماعات هو التوصل إلى:
- وقف كامل للأعمال العدائية،
- انسحاب إسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية،
- إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين.
وأضاف أن لبنان ملتزم بـ المبادرة العربية للسلام (2002)، ولا يسعى إلى سلام منفصل مع إسرائيل، مشدداً على أن أي علاقات اقتصادية لا تأتي إلا في نهاية مسار تطبيعي قائم على تحقيق السلام العادل.
تل أبيب: تعاون اقتصادي محتمل… ونزع سلاح حزب الله "لا مفر منه"
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذا اللقاء يمثل أول محادثات مباشرة بين البلدين على مستوى مدني منذ عام 1983. وأوضح أن الجانبين اتفقا على صياغة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل، مع تأكيده أن نزع سلاح حزب الله “أمر حتمي” بالنسبة لإسرائيل.
ويعود آخر حوار مدني بين البلدين إلى مفاوضات اتفاق 17 أيار/مايو 1983، التي ألغتها لاحقاً السلطات اللبنانية.
اتفاق وقف النار… وخروقاته اليومية
كانت إسرائيل وحزب الله قد توصّلا في 27 نوفمبر 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد عام من المواجهات إثر فتح الحزب “جبهة إسناد” دعماً لغزة. ورغم سريان الاتفاق، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات شبه يومية في مناطق لبنانية متعددة، كما تبقي قواتها في خمس مرتفعات جنوبية.
وأقرت الحكومة اللبنانية خطة لنزع سلاح حزب الله، وبدأ الجيش بتنفيذ المرحلة الأولى منها، إلا أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية تتزايد لتسريع العملية، في ظل الانقسامات اللبنانية العميقة حول هذا الملف.
وقال سلام إن لبنان منفتح على قيام لجنة وقف إطلاق النار بـ عمليات تحقق ميدانية لمتابعة تنفيذ الخطة، مشيراً إلى أن الجيش يفترض أن يُنهي المرحلة الأولى من تفكيك منشآت الحزب على الحدود بنهاية العام.
تحرك دبلوماسي أميركي لدعم المسار
وكانت الرئاسة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق تكليف السفير السابق في واشنطن سيمون كرم بترؤس الوفد اللبناني إلى اللجنة الخماسية، التي تضم لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل، في إطار دعم المساعي الدولية لحماية السيادة اللبنانية وتعزيز الاستقرار.
وتزامن الاجتماع مع زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لإسرائيل، حيث التقت بوزير الخارجية جدعون ساعر، ووفق وسائل إعلام إسرائيلية التقت أيضاً رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
شارك


