ألقى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، متولياً هذه المهمة من وزيرة الخارجية بيني وونغ التي كانت قد ألقتها منذ عام 2022. وخلال كلمته، دعا إلى إصلاح المنظمة الدولية لمواجهة "التحديات القديمة والجديدة".
واعتبر أن الأمم المتحدة "أكثر من مجرد ساحة للقوى العظمى لممارسة حق النقض ضد طموحات بعضها البعض"، بل منصة للدول المتوسطة والصغيرة للتعبير عن تطلعاتها وتحقيقها. وأضاف: "لهذا السبب تسعى أستراليا للحصول على مقعد في مجلس الأمن للفترة 2029-2030".
وكانت أستراليا قد حصلت لأول مرة على مقعد غير دائم في مجلس الأمن عام 1946، بينما كان آخر مقعد شغلته للفترة 2013-2014. ومع إحياء محاولة بدأت في عهد حكومة تورنبول عام 2015، شدد ألبانيزي على أن بلاده "مستعدة للقيام بدورها" في إصلاح المجلس وتعزيز قوته إذا تم انتخابها للمرة السادسة.
ويتكوّن مجلس الأمن من خمسة أعضاء دائمين هم: الصين، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إضافة إلى عشرة أعضاء يُنتخبون لفترات مدتها عامان، بينهم حالياً الجزائر والدنمارك واليونان وغيانا وباكستان وبنما وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفينيا والصومال.
ألبانيزي شدّد على ضرورة أن تتوحد الدول الأعضاء في مواجهة التحديات العالمية مثل أزمة المناخ والحروب في غزة وأوكرانيا، وإلا ستخاطر المنظمة الأممية بفقدان ثقة الرأي العام. وقال: "إذا استسلمنا لفكرة أن الحرب حتمية، أو وضعنا أنفسنا في موقع المتفرج غير المهتم… وإذا كان ردنا الوحيد على كل أزمة هو الادعاء أنه لا يوجد ما يمكننا فعله، فإننا نخاطر بألا يُؤتمن لنا على أي شيء".
واستشهد بقرار حكومته الأخير بطرد السفير الإيراني من أستراليا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن كشفت أجهزة الأمن تورط طهران في هجومين معاديين للسامية، أحدهما حريق متعمد استهدف كنيساً يهودياً في ملبورن في ديسمبر الماضي. وقال: "لقد طردنا السفير الإيراني من أستراليا… ونكرر هنا في الأمم المتحدة أنه لا مكان لمعاداة السامية".
التغيّر المناخي ورسالة إلى ترامب
أكد ألبانيزي أن العالم يعيش في بيئة غير مستقرة، وأن من الضروري التعاون لمواجهة الأنظمة الاستبدادية والدكتاتوريات. وقال: "إذا كان لدينا ترف في الماضي للتفكير بأن خروقات القانون الدولي لا تعنينا، أو أن الصراعات في مناطق أخرى لا تؤثر علينا، فإن تلك الأيام ولّت منذ زمن بعيد".
وفي تعارض مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصف التغيّر المناخي هذا الأسبوع بأنه "أعظم خدعة في التاريخ"، وصف ألبانيزي الأزمة المناخية بأنها "تهديد وجودي".
وجاءت كلماته بعد ساعات من ترحيبه بالتعهد الصيني بخفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 7 و10% بحلول 2035، ليؤكد مجدداً التزام حكومته بخفض الانبعاثات بنسبة 62 إلى 70% بحلول العام نفسه، وهو الهدف الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي.

Prime Minister Anthony Albanese and US President Donald Trump are set to meet at the White House next month. Source: Supplied / Instagram
كما سلط رئيس الوزراء الضوء على قرار حكومته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لينضم إلى قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا والبرتغال الذين أعلنوا الأسبوع الماضي موقفاً مماثلاً.
وجدد الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
وأكد أن مستقبل الدولة الفلسطينية يجب أن يكون بعيداً عن وجود "حماس".
وقال ألبانيزي: "نحن مصممون على إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب… وأن نعيش معاً بسلام كجيران صالحين"، مقتبساً من ميثاق الأمم المتحدة الذي ساعدت أستراليا في صياغته قبل 80 عاماً.