فمن جهة، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض قيود على واردات الحديد والألمنيوم إلى بلاده، فيما أعلنت الهند عن فرض رسوم جمركية على وارداتها من الحمّص الأسترالي. وبلغت هذه التعرفة 60%، ما أثار دهشة وزير الزراعة الأسترالي David Littleproud الذي أعرب عن خيبة أمل حكومته من هذا القرار الذي يأتي فيما تناقش أستراليا اتفاقاً لإطلاق حرية التجارة مع الهند.
في هذه الأثناء، تتجه العلاقات الأميركية مع دول العالم، ولا سيما مع الحلفاء وفي عدادهم أستراليا، نحو مرحلة من التشنج والتوتر قد تقود إلى حرب اقتصادية تجارية عالمية، في ضوء قرار مفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب يقضي بفرض تعرفة جمركية مرتفعة على واردات الحديد والصلب إلى بلاده بنسبة 25%، وتعرفة على واردات الألمنيوم بنسبة 10%.
وفيما يستعد ترامب لاتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها وضع قراره موضع التنفيذ، نفى البيت الأبيض صحة ما يشاع عن احتمال إعفاء عدد من الدول الحليفة من التعرفة المرتقبة. وهناك تقارير ترجح إعفاء كندا والمكسيك من قرار ترامب إذا وافقتا على شروطه في تعديل اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية المعروف اختصاراً بـ "نافتا".
كذلك، ذكرت تقارير أخرى أن بريطانيا قد تُعفى أيضاً من قرار ترامب، علماً أن المواقف الأميركية الرسمية لا توحي بأن أي بلد سيكون معفياً من الانغلاق التجاري الجديد الذي تنتهجه الإدارة الأميركية. وتشتد التحذيرات من مثل هذا القرار حتى من داخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب. واللافت أن قرار ترامب، في ما لو طُبِّق، لن يكون له أي تأثير على بلد مثل الصين، بل على حلفاء الولايات المتحدة بشكل خاص.
من هنا أعرب وزير التجارة الأسترالي Steve Ciobo عن قلقه من القرار الأميركي المرتقب وتداعياته على الميزان التجاري الأسترالي الذي سيزداد العجز فيه بسبب ارتفاع الواردات على حساب الصادرات في حال تنفيذ الولايات المتحدة قرارها.
كذلك سيؤدي قرار حماية الصناعة الوطنية الأميركية للحديد والألمنيوم إلى فقدان آلاف الوظائف في أستراليا. وكشف Ciobo أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي Wilbur Ross لكنه لم يتمكن في نهايته من معرفة مصير الصادرات الأسترالية في هذا التغيير المرتقب.
وبلغة الأرقام، تبلغ قيمة صادرات أستراليا من الحديد إلى الولايات المتحدة أكثر من 210 ملايين دولار أميركي سنوياً، فيما تصل صادرات الألمنيوم إلى 213 مليون دولار أميركي، ما يجعل مجموع هذه الصادرات بالعملة الأسترالية أكثر من 540 مليون دولار سنوياً. ويشغِّـل هذان القطاعان آلاف العمال.
زعيم المعارضة الفدرالية بيل شورتن ناشد رئيس الوزراء مالكوم تورنبول استخدام سحره لدى ترامب لكي يحمي الصادرات الأسترالية، خصوصاً بعدما بدا الرئيس الأميركي مرتاحاً جداً لزيارة تورنبول الأخيرة إلى واشنطن.
وكان لافتاً ما كشفته تقارير صحافية اليوم عن أن تورنبول تلقى تطميناً من ترامب، خلال زيارته الأولى إلى واشنطن العام الماضي، تفيد بأن أستراليا ستكون معفاة من أي سياسة تهدف إلى حماية الصناعة الوطنية الأميركية.
كيف سترد أستراليا على قرار ترامب في حال تنفيذه؟ حتى الآن يتفادى وزير التجارة الإفصاح عمّا ستفعله حكومته، لكن يبدو أن أستراليا سترد بفرض تعرفة جمركية باهظة على الواردات الأميركية، ما قد يفتح الباب واسعاً أمام حرب اقتصادية كبرى.
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.