أمريكيون في أستراليا يروون كيف غيّرت رئاسة ترامب الثانية حياتهم اليومية

مع تصاعد الاهتمام العالمي بالسياسة الأمريكية وتغيّر نظرة الأستراليين إلى الولايات المتحدة، يروي أمريكيون مقيمون في أستراليا كيف أثّرت رئاسة دونالد ترامب الثانية على حياتهم اليومية، وعلى تفاعلاتهم الاجتماعية، وشعورهم بالانتماء بعيداً عن وطنهم.

A design showing a group of people looking at a red US map, with newspaper headlines above about US news events

With all eyes on the US, it’s a complicated time to be an American abroad. Source: Getty / DigitalVision/Jose Luis Pelaez Inc. Design by Aaron Hobbs/SBS News.

تقول لورين، وهي أمريكية تعيش في بريزبن (طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي)، إن لهجتها الأمريكية كانت تفتح باباً دائماً للنقاش حول السياسة الأمريكية، وهو أمر لم تكن تفضّله أثناء حياتها اليومية. وبعد أن استعانت بمدرّب لهجات وأدخلت بعض اللمسات الأسترالية على نطقها، شعرت بالارتياح.

“أصبح من المريح ألا أكون الممثلة غير الرسمية للولايات المتحدة في الحي”، تقول لورين، مضيفة أن متابعة الأخبار الأمريكية باتت تشبه “مشاهدة البيت الذي نشأت فيه وهو يحترق”.

أسئلة لا تنتهي عن السياسة

تحدثت أس بي أس إلى عدد من الأمريكيين المقيمين في أستراليا، وأجمع معظمهم على أنهم يتلقّون أسئلة متكررة حول الأوضاع السياسية في بلادهم، سواء في العمل أو في الأماكن العامة أو حتى خلال لقاءات عابرة.

تقول المحامية المتخصصة في شؤون الهجرة ميليسا فينسنتي، وهي مواطنة مزدوجة الجنسية تقيم بين سيدني وهاواي، إن النقاشات السياسية باتت مرهقة في بعض الأحيان.

"أحياناً لا أريد حتى أن أفتح فمي… أريد فقط أن أذهب لقص شعري”، تقول.أما مالوري فيش، المقيمة في ملبورن، فتؤكد أن الحديث عن السياسة الأمريكية أصبح تجربة متعبة نفسياً.

"أشعر بارتفاع ضغط الدم فور طرح الموضوع"، تقول، مشيرة إلى أن الفضول الأسترالي مفهوم، لكنه يتكرر معها عدة مرات في الأسبوع.

تراجع صورة الولايات المتحدة

تشير بيانات صادرة عن مركز بيو للأبحاث إلى تراجع صورة الولايات المتحدة في العديد من الدول منذ العام الماضي، في ظل انخفاض الثقة بالرئيس ترامب. ووفقاً للاستطلاع، تحتل أستراليا مرتبة متقدمة بين الدول التي أبدت نظرة سلبية تجاه الولايات المتحدة، حيث عبّر 71% من المشاركين عن آراء غير إيجابية.

كما أظهرت استطلاعات أخرى أن غالبية الأستراليين قلقون من تأثير رئاسة ترامب على الديمقراطية والأمن العالمي.

كوري ألبرت، الباحث في جامعة ملبورن، والذي عمل سابقاً ضمن إدارة الرئيس جو بايدن، يرى أن هذه التفاعلات اليومية “كاشفة” لطريقة نظر العالم إلى ما يجري في الولايات المتحدة.

"الناس يتحدثون إليّ وكأنني هربت من بلد غير آمن"، يقول، معتبراً أن ذلك يعكس حجم القلق العالمي مما يحدث هناك.
A couple standing in front of a swirly art installation.
Mallory Fish and her husband Rob are both Americans in Australia. She says they "constantly grapple with the guilt and stress of ageing parents against the uncertainty and turmoil of the US right now". Source: Supplied

حضور أمريكي محدود… واهتمام واسع

وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي لعام 2024، يعيش نحو 118 ألف شخص من مواليد الولايات المتحدة في أستراليا، وهي جالية صغيرة نسبياً مقارنة بجاليات أخرى.

ورغم ذلك، تحتل السياسة الأمريكية حيزاً واسعاً في الإعلام الأسترالي، مع تغطية مكثفة لملفات مثل الهجرة، والاقتصاد، والعلاقات الدولية، والخلافات السياسية داخل واشنطن.

يقول الكاتب والمحلل السياسي بروس وولب إن دونالد ترامب يمتلك "قدرة فريدة على جذب كل الانتباه"، ما ينعكس مباشرة على أولويات التغطية الإعلامية.

ويضيف: "نستيقظ كل صباح لنعرف ما الذي حدث في واشنطن… وهذا يزاحم الأخبار المحلية".
A man smiling in a selfie in front of the Sydney Harbour Bridge at night
Jack Cutler was born in New York, but lived in Australia for part of his childhood before returning to the US for university. Now a Sydney resident, he says it's "incredibly distressing" seeing how unstable things have become in the US. Source: Supplied

من أوباما إلى ترامب: تحوّل في النظرة

يشير مراقبون إلى أن الاهتمام الأسترالي بالولايات المتحدة بدأ يتزايد خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، لكنه تحوّل إلى اهتمام مكثف ومشحون في عهد ترامب.

وتستعيد شيلبي لين، التي انتقلت من الولايات المتحدة إلى أستراليا قبل أكثر من عشر سنوات، هذا التحوّل بوضوح.

وتضيف: “انتقلت في زمن كان فيه الأستراليون معجبين بكل ما هو أمريكي، ثم شاهدت هذا الإعجاب يتلاشى مع بداية عهد ترامب”.
A graph showing how countries view the US in 2025, broken up as "favourable" and "unfavourable".
Source: SBS / Pew Research Center

مشاعر متناقضة بعيداً عن الوطن

بالنسبة لكثير من الأمريكيين في أستراليا، تخلق المسافة عن الوطن مزيجاً معقّداً من المشاعر.

تقول آشلي، المقيمة في ريف ولاية فيكتوريا:

“أشعر بالامتنان للاستقرار والرعاية الصحية هنا، لكن في الوقت نفسه أشعر بالحزن على ما يحدث في بلدي”.وتضيف:

“أنا فخورة بكوني أمريكية، وأحب شعبي، لكن قلبي مثقل بما يجري هناك”.
A couple posing at a scenic lookout
"What's going on in the US upsets me tremendously, and it's certainly not where I would like the conversation to go when I might just be trying to unwind at a social event," Jack Cutler says. Source: Supplied
أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وانستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

3 مدة القراءة

نشر في:

By Josie Harvey

تقديم: George Gharam

المصدر: SBS




Share this with family and friends


تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand