قرّر القاضي دريل رانجياه أن هيئة ABC خرقت قانون العمل العادل من خلال فصل لطّوف لأسباب تتعلق بمواقفها السياسية المعارضة للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وهو ما يُعدّ انتهاكًا للمواد 50 و772(1) من القانون.
تعويض بقيمة 70 ألف دولار بسبب المعاناة النفسية
حصلت لطّوف على تعويض مالي بقيمة 70,000 دولار أسترالي عن الأضرار غير الاقتصادية، بما في ذلك الألم والمعاناة النفسية. ومن المنتظر أن تُفرض لاحقًا غرامات مالية على ABC، ستُحدَّد قيمتها في جلسة لاحقة.
وصرّحت لطّوف أمام المحكمة قائلة:
"تمّت معاقبتي على رأيي السياسي. في كانون الأول/ ديسمبر 2023، شاركت منشوراً لمنظمة هيومن رايتس ووتش يفيد بأن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في الحرب. نحن الآن في حزيران/ يونيو 2025، ولا يزال أطفال غزة يُعانون من الجوع والدمار."
قرار بدافع "الذعر" لإرضاء جماعات مؤيدة لإسرائيل
وجد القاضي أن قرار إقالة لطّوف جاء في "حالة من الذعر" داخل الهيئة، وتم اتخاذه من قِبل مدير المحتوى كريس أوليفر-تايلور، في محاولة لاحتواء "سيل من الشكاوى" و"ترضية لجماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل"، بحسب وصف المحكمة.
ورغم أن لطّوف قدّمت دعوى تتهم فيها الهيئة بالفصل لأسباب تتعلق بالعرق والرأي السياسي، إلا أن المحكمة رفضت الشق المتعلق بالتمييز العرقي، معتبرة أن الفصل لم يكن بدافع العرق أو الأصل القومي.
محامي لطّوف، جوش بورنشتاين، أكد بعد الحكم أنهم سيسعون إلى فرض غرامات مالية كبيرة لضمان "عدم تكرار ما حدث".
خلفيات القضية: من منشور إلى إقالة سريعة
تعود القضية إلى كانون الأول/ ديسمبر 2023، حين بدأت لطّوف فترة عمل مؤقتة كمقدمة برامج على إذاعة ABC في سيدني لمدة خمسة أيام. وفي اليوم الثاني، شاركت عبر حسابها منشوراً لمنظمة هيومن رايتس ووتش بعنوان:
"استخدام التجويع كسلاح حرب"، في إشارة إلى تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين في غزة.
وفي اليوم الثالث، وبعد انتهاء البرنامج الصباحي، تم استدعاؤها لاجتماع أُبلغت فيه بأنها لن تُكمل اليومين المتبقيين من عملها، دون منحها فرصة للدفاع عن نفسها أو شرح موقفها.
بينما قالت الهيئة إن لطّوف خرقت سياسة ABC المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، وأُبلغت بعدم نشر محتوى قد يُعدّ "مثيراً للجدل"، نفت أن يكون قرار الإقالة بدافع ضغط سياسي.

Antoinette Lattouf's lawyer, Josh Bornstein, speaks to the media outside the Federal Court in Sydney on Wednesday. Source: AAP / Bianca De Marchi
تبعات شخصية ومهنية قاسية
طالبت لطّوف في دعواها بتعويض يتراوح بين 100 ألف و150 ألف دولار، مؤكدة أنها أصبحت "شبه غير قابلة للتوظيف" بعد أن انتشر خبر فصلها في وسائل الإعلام، وتحديداً في صحيفة The Australian، قبل أن تعود إلى منزلها في يوم الإقالة.
كما كشفت في إفادتها عن تلقيها عشرات رسائل التهديد بالقتل، إلى جانب معاناتها من الأرق ونوبات الهلع منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023.
شهادات من داخل ABC
استمعت المحكمة خلال جلسات فبراير الماضي إلى شهادات من شخصيات بارزة في ABC، من بينهم:
- إيتا باتروز، رئيسة الهيئة السابقة،
- ديفيد أندرسون، المدير التنفيذي السابق،
- كريس أوليفر-تايلور، مدير المحتوى،
- ستيف أهيرن، مدير إذاعة سيدني.
وكشفت المداولات أن أندرسون أرسل في وقت متأخر من الليل رسالة نصية إلى أوليفر-تايلور بعد فحص منشورات لطّوف، قال فيها:
"أعتقد أن لدينا مشكلة أنطوانيت."
كما أظهرت الأدلة أن باتروز أرسلت ستة رسائل إلكترونية متتالية تطالب بالتعامل مع شكاوى حول لطّوف، قبل إقالتها بساعات.

Antoinette Lattouf with a supporter outside the Federal Court in Sydney on Wednesday. A judge decided the ABC, "in a state of panic", repudiated the journalist's contract. Source: AAP / Bianca De Marchi
تجدر الإشارة إلى أن باتروز غادرت ABC في أوائل 2024 بعد انتهاء ولايتها، فيما استقال كل من أندرسون وأوليفر-تايلور لاحقاً لأسباب قالت الهيئة إنها لا تتعلّق بالقضية.