نبدأ بالرجال الثلاثة الذين يُعتَبرون الحكام الحقيقيين للعالم. في طليعة هؤلاء، الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب الذي يبدو أنه لن يكتفي بعهد واحد من 4 سنوات بل أن انتخابه ممكن لولاية ثانية. هذا ما يراه المحللون على رغم أنه لم يمضِ بعد أكثر من سنة وشهرين على ولايته الأولى.
من القرارات الأخيرة لترامب فرضُ تعرفة جمركية مرتفعة على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم ما يضر بحلفائه أولاً، واحتمالُ توسيع القائمة لتشمل سلعاً كثيرة بينها بضائع مصنّعة في الصين.
عسكرياً، تُقدر ميزانية الدفاع الأميركية بحسب تقرير نشره موقع businessinsider.com.au هذا الأسبوع بحوالى 600 مليار دولار سنوياً. هذه الميزانية العسكرية هي الأعلى من نوعها في العالم. ويبلغ عديد الجيش الأميركي الموجود حالياً في الخدمة أكثر من مليونين و350 ألف جندي.
الرجل الثاني الذي يحكم العالم هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يكتنف الغموض شخصيته على رغم تداول أخباره بإسهاب كل يوم في وسائل الإعلام. يحكم بوتين روسيا عملياً منذ العام 2000، تارة كرئيس لها وتارة أخرى كرئيس للوزراء. ويبدو أن بوتين هنا ليبقى على رغم مضي 18 عاماً على وجوده في الحكم.
بوتين حذر مراراً من نشوب حرب عالمية ثالثة بسبب الأزمات المتفاقمة في العالم، ولا سيما الأزمة الكورية، وهو من أهم الداعمين السياسيين والعسكريين للرئيس السوري بشار الأسد. يُعتبر الجيش الروسي ثاني أقوى جيش في العالم بعد الجيش الأميركي، علماً أن ميزانية الدفاع الروسية لا تتجاوز الـ 45 مليار دولار.
الجيش الثالث في العالم هو الجيش الصيني، على رغم أن ميزانية الدفاع الصينية تساوي ثلاثة أضعاف الميزانية الروسية. والرئيس الصيني زي جينبنغ هو الرجل الثالث الذي يحكم العالم إلى جانب ترامب وبوتين. وقد غيّر من أنظمة الحكم في بلاده لكي يستطيع أن يجدد لنفسه مدى الحياة بعدما كانت مدة الرئاسة البالغة 5 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وتفرض الصين حظراً على الملاحة في بحرها الجنوبي، مهددة بإغراق أي سفينة تدخل منطقتها العسكرية، ما يثير توتراً في المنطقة ولا سيما مع اليابان والولايات المتحدة.
وسط هذه الأجواء، يشدد زعماء دول العالم الثالث بمن فيهم العرب من قبضتهم في الحكم، كما يحصل حالياً في مصر والسعودية، فيما موجات اليمن المتطرف آخذة في الاستيقاظ في أوروبا.
أما أستراليا، فيبدو الزعماء فيها ضعفاء مقارنة بالدول الأخرى فيما القوانين التي تضيّق من مساحة الحريات العامة تتزايد.
إلى أين يتجه العالم في ظل حكامها الصقور؟ وما مصير الحمائم وبلدانهم في حال نشوب نزاع كبير؟