ومساء الاثنين، نقل موقع الكتروني تابع للتلفزيون الرسمي مقتل شرطي واصابة ثلاثة اخرين في مدينة نجف اباد بوسط البلاد.
وقال المصدر ان "احد مثيري الشغب استغل الوضع واطلق النار من سلاح صيد على قوات الامن ما اسفر عن مقتل شرطي واصابة ثلاثة اخرين".
وجاء ذلك رغم تأكيد الرئيس الايراني حسن روحاني صباح الاثنين ان الشعب "سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون".
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين أن "زمن التغيير" حان في إيران، بعدما أكد في وقت سابق أن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".
وفي وقت سابق، نشرت وكالة فارس للانباء القريبة من المحافظين صورة لسيارة محترقة، فيما ذكرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي أن مجموعات صغيرة نسبيا من المتظاهرين اطلقت هتافات مناهضة للنظام في وسط العاصمة الايرانية مساء الاثنين.
من جهتها، ذكرت وكالة مهر للانباء أن "شخصا مثيرا للشغب أضرم النار في سيارة وهرب على الفور".
واكدت وزارة الاستخبارات في بيان نقلته وكالة ايسنا انه "تم تحديد هويات عناصر كانوا يثيرون الاضطرابات وتم اعتقال عدد منهم. وتتم ملاحقة الاخرين وسيجري قريبا التعامل معهم بشدة".
بدورها، اعلنت الشرطة اعتقال "اربعة اشخاص اهانوا علم الجمهورية الاسلامية الايرانية" عبر احراقه، وفق ما نقل موقع الكتروني تابع للتلفزيون الرسمي.
ونشرت وسائل الاعلام الرسمية بيانا لقيادة قوة امنية مع صور لثلاثة شبان قدموا على انهم مفتعلو تظاهرات.
وطلب البيان من السكان التعرف الى هوياتهم.
ودعت البحرين الاثنين مواطنيها لعدم السفر "نهائيا وتحت أي ظرف" لإيران بسبب "الاضطرابات الواسعة وأعمال العنف" في البلد الإسلامي ذي الغالبية الشيعية.
والبحرين هي أول دول خليجية توجه تحذيرا من السفر إلى إيران، علما بان العلاقات بين هذا البلد الذي تحكمه سلالة سنية وإيران الشيعية متوترة بسبب اتهامات المنامة لطهران بالتدخل في شؤونها الداخلية.
وكانت خرجت تظاهرات مساء الأحد في مدن عدة بينها طهران، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والبطالة والغلاء والفساد.
وأظهرت مقاطع مصوّرة بثّت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل متظاهرين يهاجمون مباني عامة منها مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج (القوات شبه العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري) أو يضرمون النار بسيارات للشرطة.
ومنذ بدء التظاهرات الخميس، قُتل 13 شخصا من بينهم عشرة متظاهرين وأوقف مئات.
وتؤكد السلطات أنها لا تطلق النار على المتظاهرين وتتهم "مثيري الاضطرابات" و"أعداء الثورة" بالاندساس بين صفوف هؤلاء.
- روحاني يدعو الى الوحدة -
وجرت التظاهرات مساء الأحد رغم أن السلطات حجبت تطبيق الرسائل لموقعي إنستاغرام وتلغرام عن الهواتف المحمولة، في مسعى لتجنب تنظيم احتجاجات جديدة.
وهذه الحركة الاحتجاجية هي الأكبر في إيران منذ التظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009، التي قمعتها السلطات بعنف وأوقعت 36 قتيلا بحسب الحصيلة الرسمية و72 قتيلا بحسب المعارضة.
وحذر الرئيس الإيراني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي أن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها" مضيفا أن "الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدا، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون".
وأضاف روحاني "اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعا"، مؤكدا أن الحكومة عازمة على "تسوية مشكلات المواطنين".
وكان روحاني أقر الأحد بضرورة منح السلطات مواطنيها "مساحة للانتقاد"، ومحذّرا المتظاهرين من أي أعمال عنف.
من جهته، أكد رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني أن "على من لديهم مطالبات محقة أن يعبروا عنها بالطريقة القانونية" وأن المطلوب "التعامل بقوة ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال تخريب وينشرون الفوضى"، بحسب وسائل اعلام تلفزيونية.
ومساء الاثنين، نقلت وسائل الاعلام عن الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني تأكيده ان مواقع التواصل الاجتماعي هي المسؤولة عما يحصل.
وقال شمخاني ان "الرسائل عن الوضع في ايران مصدرها الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية".
واضاف "ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي في ما يتصل بالوضع في البلاد هو حرب بالوكالة ضد الشعب الايراني".
وانتخب روحاني لولاية ثانية في أيار/مايو الماضي، مساهما في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد.
- "الاحباط" -
ونظمت الإثنين تظاهرات داعمة للسلطة في مواجهة الاحتجاجات ضد الحكومة و"مثيري الاضطرابات" في مدن عدة بينها رشت وزنجان والاهواز وتاكستان.
ومنذ بداية الاضطرابات، أوقف نحو 400 شخص من بينهم 200 في طهران، بحسب ما أوردت وسائل اعلام، قبل أن يتم الافراج عن نحو مئة منهم.
وقال مؤسس منتدى الأعمال الاوروبي الايراني إسفنديار باتمانغيليدج لوكالة فرانس برس "ما يجعل الايرانيين ينزلون الى الشارع في معظم الأحيان، هي المشاكل الاقتصادية العادية والشعور بالاحباط جراء نقص فرص العمل وعدم استقرار مستقبل أولادهم".
ورأى ان ما تسبب بالاضطرابات هو تدابير التقشف التي اتخذها روحاني مثل خفض الموازنات الاجتماعية أو رفع أسعار المحروقات.
وفي رد فعل جديد على التظاهرات في ايران، كتب ترامب على تويتر الاثنين "الشعب الإيراني العظيم مقموع منذ سنوات وهو متعطش إلى الغذاء والحرية. ثروات إيران تنهب، وكذلك حقوق الإنسان. حان زمن التغيير".
في موسكو، نقلت وكالات الانباء عن وزارة الخارجية الروسية ان ما يحصل في ايران "هو قضية ايرانية داخلية" مضيفة ان "اي تدخل خارجي من شانه زعزعة استقرار الوضع (في ايران) هو امر مرفوض".