أما المغتربون اللبنانيون فسيصوّتون في 40 بلداً، بعضهم يوم الأحد في 22 نيسان/أبريل وبعضهم الآخر في 28 نيسان/أبريل. وقد بلغ عدد المغتربين اللبنانيين الذين تسجلوا للاقتراع حوالى 100 ألف شخص. لكنْ تبّين أن أكثر من 10 آلاف من هؤلاء لم يستوفوا كل الوثائق المطلوبة للمشاركة في الانتخابات. يُذكر أنها المرة الأولى التي يشارك فيها المغتربون اللبنانيون من أمكنة إقامتهم في الخارج في الانتخابات التي تُجرى في وطنهم الأم.
وفيما التحالفات العريضة تطغى على الساحة العراقية في ما يمكن تشبيهه بالمحادل الانتخابية، بدت التحالفات في لبنان وكأنها تتم بالقطعة، أي بحسب الديناميات السائدة في كل دائرة. لكنَّ تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة وزير الخارجية جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أقاما تحالفاً عريضاً مع بعضهما البعض في معظم المناطق.
ويرسم المراقبون علامات استفهام حول مدى النزاهة التي ستطبع الانتخابات في لبنان، طالما أن الحكومة التي ستشرف عليها تضم 16 وزيراً يخوضون السباق النيابي، يضاف إليهم رئيس الوزراء نفسه سعد الحريري. حتى أن وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تقع الانتخابات ضمن مسؤولياته المباشرة، يخوض الانتخابات لمقعد نيابي.
وبلغ العدد النهائي للمرشحين للانتخابات اللبنانية، بعد انسحاب أكثر من 50 شخصاً منهم قبل إقفال باب الانسحاب، 917 مرشحاً، يتنافسون على 128 مقعداً يتألف منها البرلمان اللبناني.
وفي العراق، يتنافس حوالى 7 آلاف مرشح على 328 مقعداً يتألف منها برلمان البلاد، وسط تحالفات عريضة وإعادة خلط أوراق أنتجت ائتلافات عابرة للطوائف في شكل غير مسبوق، وقسمت أصوات المكونات الطائفية والقومية الرئيسية من شيعة وسُنة وأكراد على تحالفات متنافسة.
فعلى سبيل المثال تم تشكيل تحالفيْن متنافسين لقطبين من حزب الدعوة، ما يقسّم أصوات الحزب بينهما. التحالف الأول بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يخوض الانتخابات على رأس قائمة "تحالف النصر والإصلاح"، والثاني بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الذي يخوض الانتخابات على رأس "ائتلاف دولة القانون".
كذلك يبدو أن الأصوات السنية تشتت بين "ائتلاف الوطنية" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، ومعه صالح المطلك ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وبين ائتلاف "القرار العراقي" الذي يضم نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي.
وبين التكتلات الانتخابية الكبرى يلفت "تحالف سائرون" الأنظار بسبب جمعه أضداداً عقائدية تحت رايته، إذ يضم هذا التحالف من جهة حزب الاستقامة الوطني الذي أسّسه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقوى سياسية موالية للصدر، ومن جهة ثانية ثمانية أحزاب بينها الحزب الشيوعي العراقي.
وفي المشهد الانتخابي العراقي، يبدو أن وجوهاً معروفة في السياسة العراقية ستغيب هذه المرة عن الساحة لعزوفها عن الترشيح بحسب تقارير صحافية. بين هؤلاء وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، وزير الداخلية الأسبق القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى بيان باقر صولاغ، و نائب رئيس الوزراء في حكومة نوري المالكي السابقة حسين الشهرستاني، ونائب الرئيس العراقي السابق عادل عبد المهدي.