الورقة البيضاء التي أطلقها اليوم رئيس الوزراء كناية عن استراتيجية للسياسة الخارجية لأستراليا تخدم عادة لفترة تصل إلى 20 سنة. آخر ورقة بيضاء للسياسة الخارجية أُعلنت في العام 2003، وقد وُضعت آنذاك في ضوء تفجيرات 11 أيلول/سبتمبر وBali.
أما الاستراتيجية الجديدة فتأتي في ضوء سلسلة من التطورات الخطيرة التي يشهدها العالم منها الإرهاب المستمر والاضطرابات في أوروبا، في حين تمر المنطقة بتطورات لا تقل خطورة أبرزها تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على خلفية البرنامج النووي للأخيرة، انتقال الحرب على الإرهاب إلى دول مجاورة مثل الفيليبين التي تحصل حالياً على دعم عسكري تدريبي من أستراليا، وتنامي نفوذ الصين.
إلا أن تورنبول رأى لدى إعلانه الورقة البيضاء أنه لا يجب النظر إلى تنامي نفوذ الصين كتهديد ومصدر خطر بل كفرصة لأستراليا، مضيفاً أنه للمرة الأولى في تاريخ أستراليا، الشريك الاقتصادي الرئيسي ليس الشريك الأمني الرئيسي، في إشارة إلى الصين.
وحددت الورقة البيضاء خمسة أهداف رئيسية للسياسة الخارجية الأسترالية وهي:
- تشجيع الانفتاح والتفاعل والازدهار بين دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع احترام حقوق كل الدول المعنية.
- التصدي لسياسات الحماية وتشجيع التبادل التجاري.
- ضمان سلامة الأستراليين وأمنهم وحريتهم أمام تصاعد التهديدات ولا سيما الإرهابية.
- تشجيع الالتزام بالقوانين الدولية.
- دعم أكبر لمنطقة تيمور والباسيفيك.
وتتوقع الحكومة الأسترالية في ورقتها البيضاء الخاصة بالسياسة الخارجية تصاعد خطر الإرهاب والهجمات الإلكترونية على مدى العقد المقبل.