قال وزير التعليم جايسون كلير، أول أمس إن السقف الوطني الجديد سيبلغ (295) ألف مقعد للطلاب الدوليين في عام 2026، في إطار إدارة نمو القطاع التعليمي بطريقة "مستدامة". وسيتم إصدار توجيهات جديدة تحل محل "التوجيه الوزاري 111" الذي كان يفرض سقفاً غير مباشر عبر إبطاء إجراءات التأشيرات وتخصيص حصص محددة لكل جامعة.
شرطان أساسيان لزيادة القبول
أوضح كلير أن الجامعات الراغبة في الحصول على زيادة في عدد المقاعد يجب أن تُظهر تقدماً في توفير السكن الآمن للطلاب المحليين والدوليين، وأن تعزز شراكاتها التعليمية مع دول جنوب شرق آسيا، مثل تايلاند وإندونيسيا.
في هذا السياق، رحب الرئيس التنفيذي لرابطة التعليم الدولي في أستراليا، فيل هانيوود، بالزيادة البالغة (9%)، لكنه أشار إلى أن الأرقام ما زالت أقل من مستويات ما قبل الجائحة. وقال: "أي زيادة مرحب بها، لكنها غير متوازنة… كليات اللغة الإنجليزية تنهار حالياً بسبب ارتفاع رسوم التأشيرات ومخاوف بشأن مستقبل التعليم الدولي في أستراليا".

Education Minister Jason Clare has increased international university numbers by 9 per cent for 2026. Source: AAP / Lukas Coch
أزمة السكن… العقبة الكبرى
يشترط القرار الحكومي التوسع في السكن الطلابي لزيادة المقاعد، وهو ما وصفه هانيوود بأنه تحدٍ طويل الأمد، إذ قد يستغرق الحصول على موافقات البناء وبدء الإنشاءات ما يصل إلى ثلاث سنوات. ويبدي ويب القلق نفسه، مطالباً الحكومة بتوضيح معايير توفير السكن، خاصة مع بطء إجراءات التخطيط والبناء.
وتأتي هذه الخطوة في ظل جدل سياسي حول العلاقة بين الهجرة وأزمة الإسكان. فقد حمّل زعيم المعارضة السابق بيتر داتون، الهجرة القياسية التي بلغت (536) ألف شخص في 2022-2023، مسؤولية تفاقم الأزمة، بينما رفضت النائبة عن حزب الخضر مهرين فاروقي تحميل الطلاب الدوليين مسؤولية مشكلة لم يتسببوا فيها.
فرصة في ظل اضطراب عالمي
رغم المخاوف من تأثير الجدل حول أعداد الطلاب على سمعة التعليم الأسترالي، يرى هانيوود أن البلاد تملك فرصة لتعزيز موقعها في السوق العالمية، خاصة في ظل تراجع سياسات استقطاب الطلاب في دول منافسة مثل كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب. وقال: "عندما يختار الطلاب بين الدول، يجدون أن أستراليا في كثير من الأحيان الخيار الأقل سوءاً".

From tariffs to university education, experts argue that President Donald Trumphas created global uncertainty that Australia can capitalise off. Source: AP / Evan Vucci