وفقاً للكلية الملكية للأطباء العامّين (RACGP)، تم الإبلاغ عن أكثر من 410,000 حالة مؤكدة مخبرياً حتى الآن، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 365,000 حالة في عام 2024.
وقال رئيس الكلية، الدكتور مايكل رايت: "هذا ليس رقمًا نرغب في تحطيمه." ودعا إلى تعزيز جهود التطعيم على مستوى البلاد.
نسبة الإصابة وتقديرات الانتشار
وصفت الكلية عام 2025 بأنه "الأسوأ على الإطلاق" من حيث معدل الإصابة المعدّل حسب عدد السكان، حيث أُصيب نحو 1.5% من الأستراليين بعدوى إنفلونزا قابلة للتبليغ، أي ما يعادل 1,525 حالة مؤكدة لكل 100,000 شخص.
لكن البروفيسور جيمس مكو، المتخصص في البيولوجيا الرياضية بجامعة ملبورن، أشار إلى أن العدد الحقيقي للإصابات قد يكون أعلى بكثير، نظراً لأن أقل من 1 من كل 100 مصاب يخضع للفحص الرسمي. وأوضح أن عدد الحالات المسجلة يعتمد على قرارات الأفراد بشأن طلب الرعاية الطبية، وعلى قرارات الأطباء بشأن إجراء الفحوصات، وهي عوامل تتغير سنوياً.
وأشار إلى أن بيانات منصة "Flutracking"، التي ترصد الأمراض التنفسية، تُظهر أن معدلات الإصابة التنفسية في عام 2025 كانت "غير خارجة عن المألوف"، ما يوحي بأن انتشار الإنفلونزا كان ضمن المعدلات المعتادة، وأن ارتفاع عدد الحالات المسجلة قد يعكس زيادة في طلب الرعاية أو في إجراء الفحوصات، وهو ما اعتبره "أمراً إيجابياً".
تقييم خطورة الموسم
من جهتها، وصفت الدكتورة كاترينا في نغوين-روبرتسون، المتخصصة في علم المناعة بجامعة ملبورن، الزيادة في عدد الحالات بأنها "مقلقة للغاية"، مشيرة إلى أن تقييم "الأسوأ" يعتمد على ما يتم قياسه، سواء من حيث عدد المصابين أو شدة الأعراض.
وقالت: "إذا كان المقصود بالأسوأ هو عدد الأشخاص المتأثرين، فبالفعل هناك ارتفاع. أما إذا كان عدد المصابين أقل لكن الأعراض أشد، فذلك معيار مختلف."
بيانات الاستشفاء
في ولاية نيو ساوث ويلز، كانت أعداد حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب الإنفلونزا مشابهة للعام الماضي، باستثناء ارتفاع ملحوظ في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2024. أما في كوينزلاند، فقد كانت حالات الاستشفاء أعلى في عام 2024 مقارنة بعام 2025، وفقاً لبيانات وزارة الصحة المحلية. ولم تصدر بعد بيانات وطنية موحدة حول الاستشفاء.
تراجع في معدلات التطعيم
رغم ارتفاع عدد الحالات، أظهرت البيانات أن معدلات التطعيم لم تشهد تحسناً. فقد تم تطعيم 25% فقط من الأطفال بين عمر 6 أشهر و5 سنوات، وهي أدنى نسبة منذ عام 2021، بينما بلغت نسبة تطعيم من هم فوق 65 عاماً نحو 60%، وهي الأدنى منذ عام 2020.
ودعا الدكتور رايت إلى تعميم استخدام لقاح الرذاذ الأنفي المجاني للأطفال، والذي بدأ تطبيقه في بعض الولايات، مشيرًا إلى أن الخوف من الإبر لدى الأطفال والقلق لدى الأهالي قد يعيق الإقبال على التطعيم.
وقالت نغوين-روبرتسون إن العودة إلى العمل الحضوري بعد فترات العمل من المنزل، إلى جانب انخفاض معدلات التطعيم، ساهمت في زيادة انتشار الفيروس. وأضافت أن التردد في أخذ اللقاحات بعد جائحة كوفيد-19 لا يزال يؤثر على سلوك الناس.
أما البروفيسور مكو، فشدد على أن رفع معدلات التطعيم من شأنه أن يقلل من الوفيات والضغط على النظام الصحي، مؤكدًا أن التطعيم لا يحمي الفرد فقط، بل يساهم في تقليل انتشار الفيروس داخل المجتمع، ويحمي الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والرضّع.