التحذير الأسترالي الجديد أطلقه وزير التصنيع العسكري كريستوفر باين الذي لم يستبعد اندلاع حرب في المنطقة بعد منح العقوبات الدولية الجديدة فرصة لإثبات فعاليتها. وأشار الوزير باين إلى أن التهديدات العسكرية الأميركية محسوبة بدقة وتم إطلاقها بعد مناقشة هادئة قامت بها الإدارة الأميركية لكل الاحتمالات. وأكد الوزير باين أن الولايات المتحدة وحلفاءها، بما فيها أستراليا، لن تقبل بحيازة دولة وصفها بالشريرة سلاحاً نووياً، وبأن تكون أراضيها أهدفاً لصواريخ بالستية يمكنها أن تحمل رؤوساً نووية أو هيدروجينية.
يأتي تصريح وزير التصنيع العسكري الأسترالي وسط ثلاثة تطورات مهمة في ملف كوريا الشمالية.
التطور الأول هو تأكيد السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيْلي بأنها سعيدة جداً بتحويل هذا الملف إلى البنتاغون. هذا يعني سحب ملف كوريا الشمالية من الدوائر الدبلوماسية وتسليمه إلى العسكر.
التطور الثاني اجتماعات تبدأ اليوم في الأمم المتحدة مع انطلاق أعمال الدورة السنوية للجمعية العمومية للمنظمة الدولية. وملف كوريا الشمالية في رأس قائمة القضايا التي ستناقش في هذه الاجتماعات. وقد افتتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة بترديد شعار "اجعلوا الأمم المتحدة عظيمة"، وهو شبيه بشعاره الانتخابي "اجعلوا الولايات المتحدة عظيمة" مرة أخرى.
وقبيل افتتاحه أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة وصف ترامب زعيم كوريا الشمالية بـ "الرجل الصاروخي"، في إشارة إلى سلسلة اختباراته الصاروخية الأخيرة. ومن المقرر أن يلقي ترامب خطابه الرسمي أمام دول العالم اليوم وسط توقعات بأن يحمل رسالة شديدة اللهجة إلى كوريا الشمالية.
وتتمثل أستراليا بوفد ترأسه وزيرة الخارجية جولي بيشوب بعدما فضّل رئيس الوزراء مالكوم تورنبول البقاء في أستراليا حتى الانتهاء من الطعون المقدمة إلى المحكمة العليا بحق عدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ من أصحاب الجنسيتين. وبين هؤلاء نائبه زعيم حزب الوطنيين برنابي جويس. وستلقي الوزيرة بيشوب كلمة أستراليا أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم الجمعة من هذا الأسبوع.
أما التطور الثالث في هذا الملف فهو ازدحام شبه الجزيرة الكورية والبحار المحيطة بها بسلسلة من المناورات العسكرية الضخمة لدول عدة. ويمكن اختصار هذا المشهد بفريقين عسكرييْن كبيرين، الأول قوامه وحدات من الجيوش الأميركية والكورية الجنوبية والأسترالية بالإضافة إلى دول أخرى، فيما يضم الثاني وحدات عسكرية من الجيشين الصيني والروسي. ويركز الفريق الأول على غارات جوية على أهداف مفترضة في حين يركز الفريق الثاني على المعارك البحرية.
وتهدد كوريا الشمالية بإطلاق مزيد من الصواريخ بقدرات مختلفة بعد صاروخها الأخير فوق اليابان يوم الجمعة الماضي، وبإجراء مزيد من الاختبارات النووية بعد التفجير الهيدروجيني الأخير والذي أجرته في وقت سابق من الشهر الحالي.