قال المنظمون إن سفينة ألما، التي ترفع العلم البريطاني، تعرّضت الثلاثاء لهجوم بطائرة مسيّرة قبالة السواحل التونسية، من دون وقوع إصابات بين الركاب أو الطاقم. وأوضحوا أنّ الهجوم ألحق أضراراً بسطحها العلوي، فيما فُتح تحقيق لمعرفة الملابسات.
ويأتي الحادث بعد يوم واحد من تعرض سفينة أخرى، تُعرف باسم قارب العائلة وترفع العلم البرتغالي، لهجوم مماثل أثناء رسوّها في ميناء سيدي بوسعيد التونسي. السلطات التونسية وصفت الحادثة بأنّها "اعتداء مدبّر"، فيما أبدت أجهزة الأمن شكوكاً بشأن صحة الروايات المتعلقة بالطائرات المسيّرة.
مشاركة أسترالية بارزة
من بين المشاركين الأستراليين الناشطة إيلا لامونت (24 عاماً) التي كانت في نوبة حراسة ليلية على متن ألما أثناء الهجوم المزعوم، ووالدتها جولييت لامونت التي قالت لـ أس بي أس إن العائلة مصمّمة على مواصلة الرحلة:
"لسنا مسلّحين، لدينا فقط أغذية للأطفال وأدوية ومساعدات. ما نحاول القيام به هو ما فشلت حكوماتنا في إنجازه".وتشارك في الأسطول أيضاً الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، إلى جانب عشرات المتطوعين من جنسيات مختلفة. ويضم الأسطول نحو 50 سفينة، بعضها يقلّ عائلات كاملة انخرطت في المبادرة لأسباب إنسانية.

Juliet Lamont's daughter Luca (left) with climate activist Greta Thunberg. They are all part of the Global Sumud Flotilla. Credit: Supplied
خلفية إنسانية وأممية
يقول المنظمون إن الهدف هو إقامة ممر إنساني إلى غزة، حيث حذّرت لجنة مراجعة المجاعة المدعومة من الأمم المتحدة من أنّ مناطق في القطاع تعاني من مجاعة فعلية. إسرائيل من جهتها رفضت تلك التقارير ووصفتها بـ"المتحيزة".
الحصار البحري على غزة ما زال قائماً منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين شنّت حركة حماس هجوماً على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وأسر 250 آخرين. وردّت إسرائيل بعملية عسكرية واسعة أوقعت أكثر من 64 ألف قتيل فلسطيني وفق وزارة الصحة في غزة، وأدخلت القطاع في أزمة إنسانية خانقة.

Several vessels, part of the Global Sumud Flotilla, off the coast of Tunisia. Source: AAP, EPA / Mohamed Messara
ردود إسرائيلية ودولية
الجيش الإسرائيلي لم يعلّق بعد على الاتهامات بالوقوف وراء الهجمات المزعومة، بينما أعلنت وزارة الخارجية الأسترالية أنها تتابع التطورات ومستعدة لتقديم المساعدة القنصلية لأي مواطن متضرر.
وكانت إسرائيل قد اعترضت في حزيران/يونيو الماضي يختاً بريطانياً يقل تونبرغ وآخرين، واعتبرته "مسرحية دعائية" لصالح حماس. كما أوقفت في تموز/يوليو سفينة أخرى على متنها 21 ناشطاً، بينهم أستراليان، قبل أن يتم ترحيلهم.
إصرار على الاستمرار
رغم المخاطر، يؤكد المشاركون أنّهم ماضون في مهمتهم. الناشط الأسترالي أبوبكر رفيق، الذي كان على متن القارب الأول المستهدف، قال عبر فيديو على إنستغرام:
"كانت أياماً مرهقة، لكن لا شيء سيوقفنا. سنواصل مهمتنا حتى نصل إلى شواطئ غزة".