13 مليار دولار ينفقها الأستراليون سنوياً على 200 ألف ماكينة قمار

صانع أول ماكينات القمار أسترالي عمره 94 سنة ولا يزال يدير شركته، يدعى Len Ainsworth ، وهو الآن ملياردير طبعاً. بالنسبة إليه ماكينات القمار صُنعت للتسلية، لكنها تسلية بثمن، كما يقول في حديث مع شبكة ABC التي نشرت قصته على موقعها الألكتروني.

Poker machines maker

Source: ABC Australia

عندما بدأ Ainsworth بتصنيع ماكينات القمار في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، كانت أستراليا مكاناً مختلفاً جداً. فقد كان روبرت مانزيس رئيساً لوزرائها، وكان الآلاف من البشر يقفون في طوابير لاستقبال ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية التي كانت في ريعان شبابها. والأهم من كل ذلك، أن المجتمع الأسترالي كان شبيهاً بعذراء بريئة، وخالياً من معظم الآفات المضرة والقاتلة.

أما اليوم، فالأمور تبدلت كثيراً. بدأ Ainsworth أولاً بتصنيع 4 ماكينات قمار في الأسبوع، ثم رفع العدد إلى 8 بطلب من الشركة الموزعة، ثم 16، فـ 32، وهكذا أكمل مسيرته برقم تصاعدي مضاعف. واليوم، ومن بضع ماكينات في بعض نوادي ألعاب الميسر، أصبح في أستراليا 200 ألف ماكينة قمار موزعة في كل أنحاء البلاد، حتى أنه بالكاد تخلو ضاحية أو منطقة منها. ويُقدّر حجم الأموال التي ينفقها الأستراليون على ماكينات القمار دون سواها من ألعاب الحظ واليانصيب بـ 13 مليار دولار سنوياً.

وسبق أن كشفت دراسة حديثة أن 20% من مجمل ماكينات القمار في العالم موجودة في أستراليا التي لا يتجاوز تعداد سكانها 24 مليون نسمة.

ويسبب الإدمان على ماكينات القمار بخراب عائلات بكاملها وبأمراض نفسية، ما يرفع من تكاليف الفاتورتين الاجتماعية والصحية لمعالجة المدمنين ولملمة تداعيات إدمانهم، وهي فواتير تسدد من أموال دافعي الضرائب.

على رغم هذا الواقع والتغيير الكبير الذي أحدثته ولا تزال ماكينات القمار في المجتمع، يسخر Ainsworth من القائلين إنه صمّم آلاته في شكل يجعل الناس مدمنة عليها، واصفاً مثل هذا القول بالهراء.

ورأى Ainsworth أن الإقبال الشديد على ماكينات القمار يعود إلى أن الناس تحبها، معتبراً أن هذا الأمر يجعله ناجحاً في مجال عمله. وشبّه تعلق رجل ما بماكينات القمار بتعلق شاب بالفتيات، فهو يقبلهن طالما أحبهن وطالما أراد ذلك.

وعندما سئل عما إذا كان يشعر بمسؤولية أخلاقية إزاء خراب عائلات بكاملها بسبب ماكينات القمار، قال Ainsworth إنه مسؤول بالدرجة ذاتها التي يمكن أن تكون فيها شركة لتصنيع السيارات مثل جنرال موتورز مسؤولة عن حوادث السير القاتلة التي تحصل على الطرق.

واعتبر Ainsworth أن المشكلة في الإدمان على القمار لا تكمن في آلاته بل في الشخص المدمن. برأيه، من لا يستطيع أن يضبط نفسه وينفق بتعقل على هواياته، لن يستطيع ضبط نهمه وشراهته إلى أي شيء آخر.


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Ghassan Nakhoul
تقديم: Good Morning Australia 6-8 am, Ghassan Nakhoul, Sylva Mezher

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand