يبدو أن شهرة الأستراليين باستخدام الألفاظ النابية ليست مرتبطة باستخدامهم للإنترنت، بل ربما تقتصر على الأحاديث اليومية المباشرة. هذا ما كشفت عنه دراسة حديثة أجرتها جامعة كوينزلاند، حللت فيها أكثر من 1.7 مليار كلمة عبر الإنترنت من 20 دولة ناطقة بالإنجليزية.
وتركّزت الدراسة على تتبع استخدام 597 كلمة نابية أو "بذيئة" باستخدام أساليب حوسبة لغوية متقدمة، لتحديد البلدان الأكثر استخداماً للألفاظ النابية على الإنترنت. وجاءت النتائج مفاجئة حيث
تصدّرت الولايات المتحدة القائمة، تلتها المملكة المتحدة، بينما جاءت أستراليا في مرتبة أدنى رغم الصورة النمطية المنتشرة عنها.
وقال الباحث الرئيسي، مارتن شفاينبيرغر، من كلية اللغات والثقافات بجامعة كوينزلاند، إن هذه النتيجة "قد تكون مخيبة لآمال البعض"، مضيفاً أن الأستراليين يعتبرون الشتائم والمصطلحات العامية جزءاً أصيلاً من ثقافتهم. وأضاف: "دراستنا تشير إلى أن الأستراليين ربما لا يزالون يحتفظون بصورتهم الشعبية باعتبارهم يمتلكون لغة نابية غنية ومبتكرة، خاصة في أحاديثهم العلنية الصاخبة التي يلاحظها الزوار الأجانب كثيراً".
ورغم كون الشتائم أمراً شائعاً في الخطاب العام الأسترالي – بل حتى في الحملات السياحية والإعلانية – إلا أن استخدام هذه اللغة في الفضاء الرقمي يبدو أقل حدة.
على سبيل المثال، أثار إعلان شهير ظهرت فيه العارضة لارا بينغل وهي تقول "?So where the bloody hell are you" جدلاً واسعاً في دول مثل كندا والمملكة المتحدة وسنغافورة، حيث مُنع بثه في أوقات معينة أو تم حظره كلياً.
وفي ذات السياق، استخدمت لجنة حوادث الطرق في ولاية فيكتوريا تعبيراً شهيراً في حملاتها التوعوية: "If you drink, then drive, you're a bloody idiot" – ما يدل على اندماج اللغة النابية في الخطاب العام الأسترالي.
ويُرجع شفاينبيرغر انخفاض مستوى الشتائم في المحتوى الرقمي الأسترالي إلى تحفظ المستخدمين عند الكتابة مقارنة بحرية التعبير في الحوارات المباشرة، مشيراً إلى أن هذه الدراسة تُعد الأولى من نوعها التي تقدم تحليلاً واسع النطاق لاستخدام اللغة البذيئة في الدول الناطقة بالإنجليزية.
وأشار شفاينبيرغر إلى أن هذه الدراسة تُعد الأولى من نوعها بهذا الحجم التي تبحث في استخدام الألفاظ النابية على نطاق دولي في المجتمعات الناطقة بالإنجليزية. وقد نُشرت النتائج في المجلة العلمية Lingua.