برزت مدينة جيلونج في ولاية فيكتوريا كأكثر وجهة إقليمية جذبًا للأستراليين الذين يغادرون العواصم، بحسب تقرير جديد صادر عن معهد أستراليا الإقليمية وبنك الكومنولث.
وسجّلت المدينة نسبة 7.4% من صافي الانتقال من المدن الكبرى، متقدمة بفارق طفيف على منطقة صن شاين كوست في كوينزلاند (7.3%).
كما ضمت قائمة الوجهات الإقليمية الأكثر جذبًا: بحيرة ماكواري ومورابول في فيكتوريا، ومايتلاند في نيو ساوث ويلز.
ويستند التقرير إلى مؤشر المغتربين الإقليميين، الذي يستخدم بيانات بنك الكومنولث، ويُظهر أن الغالبية العظمى من مغيري محل السكن الإقليمي جاؤوا من سيدني وملبورن.
وقالت ليز ريتشي، الرئيسة التنفيذية لمعهد أستراليا الإقليمية:
"شغف الأمة بالعيش في المناطق الإقليمية لا يُظهر أي علامات على التراجع، حيث ينتقل عدد أكبر من الناس من العواصم إلى المناطق الإقليمية بنسبة 25% مقارنةً بالعودة إليها".
ومنذ جائحة كوفيد-19، ظلّ عدد السكان المنتقلين من العواصم إلى المناطق الإقليمية أعلى بنحو 20.5% من المعدل الفصلي لما قبل الجائحة.
لكن هذا التصوّر ليس محل إجماع، إذ حذّرت الباحثة الديموغرافية والاجتماعية الدكتورة ليز ألين، من مركز البحوث الاجتماعية والسياسات بالجامعة الوطنية الأسترالية، قائلة: "لا أعتقد أننا نشهد نزوحًا جماعيًا من المناطق الحضرية إلى الإقليمية.. ومع ذلك، لا أعتقد أننا سنبدأ في رؤية الناس يُرسّخون مكانتهم كأولوية أولى في هذه المناطق".
جيلونج: وجهة مرغوبة.. وتحديات متصاعدة
جيلونج الكبرى، التي يزيد عدد سكانها عن 282 ألف نسمة، أصبحت اليوم أكبر منطقة مجلس إقليمي في البلاد.
ويعكس صعودها في التصنيف ازدياد جاذبية المناطق الإقليمية في ولاية فيكتوريا بشكل عام، والتي استحوذت على 34% من إجمالي التدفقات الصافية إلى المناطق الإقليمية خلال الربع الأخير من مارس، بزيادة سنوية بلغت 28%.

A state breakdown of net migration in terms of the share of net migration out of capital cities and net migration into regional areas. Source: SBS
لكنها حذّرت من أن وتيرة النمو أصبحت مثيرة للقلق: "نشهد أسرع معدلات الزيادة والنمو السكاني في المناطق الإقليمية.. وهذا ينذر بأوقات عصيبة جدًا لصانعي السياسات والمخططين".
وتواجه جيلونج، بحسب مسودة الخطة الخمسية للمجلس، تحديات في الإسكان والبنية التحتية، مع ظهور ازدحام مروري في بعض المناطق، حيث ورد في التقرير: "تُعدّ منطقة جيلونج الكبرى واحدة من أسرع المناطق نموًا في أستراليا، وستكون إدارة هذا التوسع أمرًا بالغ الأهمية لنجاحنا على مدى العقود القادمة".

The number of capital-city folk moving into Australia's regions each quarter is overall higher the onset of the COVID-19 pandemic. Source: SBS
مناطق أخرى على خطى جيلونج
تشهد مدينة مايتلاند في وادي هانتر بولاية نيو ساوث ويلز توسعًا سكانيًا سريعًا، حيث ارتفع عدد سكانها من 78,000 في 2016 إلى أكثر من 100,000 متوقّع بحلول 2026، بمعدل ستة سكان جدد يوميًا.
وأضافت ألين: "علينا أن نكون حذرين جدًا. لدينا فرصة حقيقية لدراسة نوع البصمة البيئية والاجتماعية التي نريدها لهذا البلد... لا يمكننا السماح باستمرار النمو دون أن نفهم احتياجات السكان في هذه المناطق".