تشير التقديرات الحكومية إلى أن شخص واحد من كل 10 أستراليين سيفقد عمله بحلول الكريسماس بسبب تفشي فيروس كورونا والتأثيرات الاقتصادية على سوق العمل.
وتوقع وزير الخزانة جوش فرايدنبيرغ خلال مؤتمر الموازنة الذي عقده بالأمس أن تصل معدلات البطالة إلى ذروتها بنسبة 9.25 في المائة خلال الربع المالي القادم والذي ينتهي بنهاية ديسمبر كانون الأول القادم، ما يعني أن 240,000 شخصا إضافيين سينضمون إلى طوابير العاطلين عن العمل.
وقال فرايدنبيرغ أثناء إعلانه عن الموازنة التي ستشهد أكبر عجز مالي مند الحرب العالمية الثانية: "هذه الأرقام القاسية تعكس الواقع القاسي الذي نواجهه."
وأضاف "هؤلاء الأرقام يعبرون عن آباء وأمهات وأبناء وبنات وأصدقاء وزملاء."
وفي الفترة بين مارس آذار إلى مايو أيار الماضي فقد 870,000 شخص وظائفهم بسبب إجراءات الإغلاق التي تم فرضها من أجل احتواء تفشي وباء كورونا. وفي نفس الوقت، قلت ساعات العمل لنحو مليون أسترالي آخرين، بما فيها من وصلت ساعات عملهم إلى الصفر لكنهم ما زالوا على قوة العمل.

Treasurer Josh Frydenberg addresses the media during a federal budget update. Source: AAP
ويصل معدل البطالة الحالي إلى 7.4 في المائة بواقع 992,000 شخص خارج قوة العمل، وهو أعلى معدل منذ 22 عاما.
وحذر فرايدنبيرغ أن معدلات البطالة ستظل في مستويات عالية حتى مطلع العام القادم، ولكنه قال إن استجابة الحكومة للأزمة ساعدت في الحد من الأضرار: "دون الإجراءات الاقتصادية للدعم الحكومي، كانت معدلات البطالة ستصل إلى الذروة بنسبة أعلى بخمسة في المائة."
وأضاف "الإجراءات الاقتصادية الحكومية أنقذت 700,000 وظيفة."
وقدمت الحكومة من خلال برنامج الحفاظ على الوظائف JobKeeper دفعة مساعدة بقيمة 1500 دولار كل أسبوعين لدعم مرتبات 3.5 مليون عامل والإبقاء عليهم في وظائفهم.
وفي نفس الوقت ضاعفت الحكومة من دفعة إعانة البطالة أو JobSeeker لتضيف إليها 550 دولارا ضمن إجراءات الدعم خلال الأزمة. ومن المقرر أن تستمر الحكومة في توفير الدعم بعد انتهاء فترة عمل تلك الحزم في نهاية سبتمبر أيلول القادم ولكن بقيمة أقل لكل منهما.
من جانبها قالت رئيسة المجس الأسترالي للخدمات الاجتماعية كاسندرا غولدي إن أرقام البطالة المفزعة أظهرت الحاجة المستمرة لدعم الفئات الأكثر عرضة للخطر. وقالت غولدي "نحتاج أن تقوم الحكومة بواجبها بشكل يعكس حجم الأزمة التي تواجهنا."

Unemployment is expected to peak at nine and a quarter per cent. Source: AAP
وأضافت "لدينا بعض الخيارات الكبرى التي نحتاج إلى اتخاذها بشأن الطريق الذي ستسير فيه البلاد."
ودعا المجلس الحكومة إلى الالتزام بزيادة دائمة لدفعة إعانة البطالة، بدلا من تقليل الدفعة الإضافية بمقدار 250 دولار لكل أسبوعين. وستكون تلك الدفعة الإضافية المخفضة سارية في الفترة من سبتمبر أيلول إلى ديسمبر كانون الأول، حيث ستنتهي رسميا.
لكن رئيس الوزراء قال إنه شبه واثق من أن الحكومة ستمد العمل بالدفعة الإضافية إلى ما بعد ديسمبر كانون الأول.
وقالت غولدي "آخر ما نحتاجه هو أن نأخذ من أصحاب الدخل المنخفض النقود التي يحتاجونها أكثر من أي وقت مضى للإنفاق على الأساسيات."
من جانبه قال خبير الاقتصاد كريس ريتشاردسون إن استمرار ارتفاع معدلات البطالة يعني مشوار صعب وطويل أمام الاقتصاد للتعافي: "هذا سيكون تعافيا بطيئا." وأضاف "التحدي التقليدي هو أن البطالة تزيد بسرعة وتنخفض ببطء."
ودعا المتحدث باسم شؤون الخزانة جيم شالمارز الحكومة إلى وضع استراتيجية حول كيفية خلق وظائف جديدة. وقال "سيكون لدينا معدلات عالية من البطالة لوقت أطول، وهذا يعني أن أي حكومة مسؤولة يجب أن يكون لديها خطة للتعامل مع هذا الوضع."