ويزدهر هذا النوع من العمليات في لبنان ومصر والأردن أيضاً، فيما تتربع دول آسيوية مثل تايلاندا وإندونيسيا، بالإضافة إلى دول من خارج آسيا مثل تركيا والبرازيل على رأس قائمة الدول العشر الأكثر شعبية في السياحة التجميلية أو الطبية أو العلاجية.
وهناك سببان لقصد مثل هذه الأمكنة، أولاً الكلفة المنخفضة للعمليات الجراحية في هذه الدول مقارنة بالبلدان المتطورة سواء في أوروبا أو أميركا أو أستراليا، وثانياً المناظر الطبيعية الخلابة التي تتمتع بها هذه الدول والتي تقدّم فرصاً جيدة للسياحة والاستجمام بعد إجراء عملية التجميل.
وعمليات التجميل الأكثر شعبية هي تلك الخاصة بالأنف أو الشفتين أو الخدّين أو الصدر. وتدخل مثل هذه العمليات التي تُجرى في بلد أجنبي ضمن ما يُعرف بالسياحة التجميلية. أمّا السياحة الطبية فتشمل بشكل خاص تركيب أسنان جديدة أو تلبيسها، قص المعدة أو ربطها، وعمليات أخرى ذات علاقة بالصحة بالدرجة الأولى قبل التجميل. ومن المعروف أن المهاجرين العرب، كاللبنانيين على سبيل المثال، يستفيدون من زيارة وطنهم الأم لتطبيب أسنانهم أو تركيب أسنان جديدة، بأسعار لا تتجاوز 10% من عمليات مماثلة في بلد مثل أستراليا فيما يزورون الأهل والأنسباء والأصدقاء في وقت واحد.
هناك أيضاً السياحة العلاجية والتي تتطلب إجراء عمليات صحية كبيرة ذات علاقة بالعظام أو القلب أو الجهاز التنفسي. وتتبع مثل هذه العلميات عادة فترات نقاهة في أمكنة نظيفة وخالية من التلوث. مثل هذه العمليات تتوافر أيضاً في دول العالم الثالث خصوصاً تلك التي تتمتع بجمال طبيعي ولديها منتجعات صحية.
ولا توجد أرقام دقيقة حول حجم سوق السياحة التجميلية والطبية والعلاجية، لكنّ معظم المصادر، من منظمات طبيبة وصحية وهيئات اجتماعية ودوائر حكومية تقدر قيمة هذا السوق بمليارات الدولارات سنوياً.
ولهذا السوق جانبه السيء أيضاً، إذ أن إجراء عمليات جراحية سواء للتجميل أو لدواعٍ صحية في بلد غريب لا يخلو من الخطورة خصوصاً لجهة جهل المكان وقوانينه. كذلك من الصعب التعرف على العيادات الجيدة وتلك السيئة.
حتى في أستراليا ذات القوانين الصحية والطبية المشددة، فإن المفاجآت تحصل أحياناً. فقد كشف تحقيق قامت به شبكة SBS عن وجود عيادات غير شرعية لعمليات التجميل في أمكنة مختلفة من البلاد، منها ملبورن وسدني. وقد وقع عدد من الأفراد ضحية هذه العيادات التي تُعرف بـ Backyard Clinics.
وسلّطت SBS الضوء في تحقيقها على بعض هذه العيادات كاشفة عن اتساخها، بحيث تظهر فيها إبر مستخدمة مرمية على الأرض إلى جانب شاشات ملطخة بالدم. وفي هذه العيادات صناديق مليئة بالـ botox غير الشرعي والأدوية المهرّبة والمخدرات.
وعلى أثر وفاة شابة بعد خضوعها لعملية تجميل في إحدى عيادات سدني، وهي Medi Beauty Clinic في أيلول/سبتمبر الماضي، قام مفتشون من دائرة الصحة في نيو ساوث ويلز بمداهمة 10 عيادات تجيل في المدينة ومصادرة كميات من الأدوية المهربة والمواد المحظورة.