"مؤلم بعض الشيء!": إليكم تجربتي مع فحص كوفيد-19 من السيارة

أجرت أستراليا حتى الآن أكثر من مليون اختبار لفيروس كورونا نظراً لأهمية هذا الإجراء في احتواء الوباء الذي أرعب العالم.

Fares Hassan Covid-19

Source: SBS Arabic24

لن أنكر أنني كنت متخوفاً بعض الشيء من الخضوع لاختبار فحص فيروس كورونا المستجد، ليس لأنني أخشى الإصابة بقدر ما كنت قلقاً من الفوضى التي ستسود حياتي في حال عادت نتيجة الفحص ايجابية. أعتبر نفسي محظوظاً لأنني كنت من أصحاب "الوظائف الأساسية" الذين تمكنوا من مواصلة العمل من مقر أس بي أس في سيدني حتى خلال ذروة تفشي الوباء  في آذار مارس الماضي.

منذ بداية الأزمة، نصح كبار المسؤولين الصحيين على المستوى الفدرالية وفي الولايات، بتكثيف فحوصات كوفيد-19 نظراً لفعالية هذا الإجراء – إلى جانب الحفاظ على التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية – في احتواء الوباء والحفاظ على معدلات إصابة مجتمعية منخفضة.
Laverty Pathology COVID-19 collection centre.
Laverty Pathology COVID-19 collection centre. Source: SBS Arabic24
الفحص الذي أجريته كان من خلال خدمة السيارات Drive through في مركز الفحص الرئيسي التابع لمختبرات لافرتي في نورث رايد في مدينة سيدني. كنت قد هاتفت المسؤولين هناك وحجزت موعداً لإجراء الفحص وحددت موعداً لمقابلة مع رئيسة قسم علم الميكروبات الدكتورة جولييت هولاند لتطلعنا على مراحل دورة حياة العينة الأنفية التي يتم اختبارها للتحقق من الإصابة.

وصلت إلى المركز في الوقت المحدد وكان في انتظاري ممرضة ودودة، أعطتني التعليمات للمباشرة بسحب العينة وأنا لا أزال في السيارة. توقفت في البقعة المحددة وقمت بتوقيع النموذج الذي يخول المركز إرسال النتيجة لي عبر خدمة الرسائل النصية.
قامت الممرضة بالتحقق من رخصة القيادة وطلب الفحص الذي حصلت عليه مسبقاً من الطبيبة العامة. طلبت مني ارتداء الكمامة الطبية، وسرعان ما أخرجت عوداً طويلاً وأدخلته في أنفي. كان مؤلماً بعض الشيء وشعرت بأن العود وصل إلى دماغي! بضع ثوانٍ من الألم "المعقول" أعقبها شعور بارتياح كبير لأنني أقدمت أخيراً على هذه الخطوة ولن أشعر بعد الآن بحالة "عدم اليقين" حول احتمالية إصابتي بالفيروس دون أن تظهر علي أي أعراض.
Laverty nurse
Source: SBS Arabic24
لاحظت التزام جامعي العينات والمسؤولين في الموقع بارتداء الكمامة الطبية والقفازات والرداء الطبي الخاص، مما أشعرني بالاطمئنان.  

بعد إتمام الفحص، ترجلت من السيارة وبدأت أحضر لمقابلتي مع الدكتورة هولاند. طلبت منها بداية أن تفند مزاعم البعض بأن الفحص قد يشكل خطراً على الصحة بسبب "الفيروسات المتطايرة في كل مكان" في موقع الفحص.

أجابت على سؤالي بالقول: "لن يصابوا بالفيروس هنا. هم في السيارة بمفردهم وجامعو العينات ملتزمون بإجراءات صحية صارمة ويقومون بتغيير القفازات بعد كل عينة. يغيرون الرداء الطبي كاملاً في حال شكوا بتعرضه إلى تلوث فيروسي."

دورة حياة المسحة الأنفية

Dr Juliette Holland, head of microbiology department at Laverty Pathology.
Dr Juliette Holland, head of microbiology department at Laverty Pathology. Source: SBS Arabic24
تؤخذ العينة من أعلى الأنف أو الحلق ويتم حفظها في علبة خاصة. وقالت الدكتورة هولاند أن المرحلة اللاحقة تتضمن إدخال رقم العينة على أجهزة الحاسوب الخاصة بالمختبر ومطابقة إسم الخاضع للفحص على كل من المسحة والنموذج الطبي.

وبعد ذلك يتم إرسال العينة إلى قسم "التشخيص الجزيئي" في المختبر: "يتضمن الاختبار استخراج الحمض النووي للفيروس وإجراء الاختبار. بعد ظهور النتيجة، يتم إدخالها على الكمبيوتر ويتم إرسالها مباشرة إلى هاتف الشخص المعني على شكل رسالة نصية."

وأوضحت هولاند أن النتيجة تصل كذلك بشكل تلقائي إلى وزارة الصحة لتتمكن من إحصاء عدد الفحوصات.
إنه غير مريح بعض الشيء ولكن غير مؤلم.
ولكن ماذا عن اختبارات كورونا التي تظهر نتيجتها خلال 45 دقيقة؟ لا بد أنك سمعت عنها عبر وسائل الإعلام في دول أخرى. سألنا الدكتورة هولاند فأجابت قائلة: "هذه الفحوصات ليست مناسبة إذا كنا نرغب في أخذ آلاف العينات في اليوم الواحد. حالياً نسعى لضمان ظهور النتيجة في مركزنا خلال 24 ساعة."

بدأ القلق يساورني مجدداً من نتيجة الفحص، وبما أنني لم أكن أعاني من أي أعراض تُذكر، سألت الدكتورة هولاند عما إذا كان بالإمكان أن يكون المصاب بفيروس كورونا لائقاً صحياً.
أجابت: "من الصعب معرفة ذلك لأننا لم نجر اختبارات على الجميع" لم يكن هذا الجواب مطمئناً خصوصاً بعدما استطردت هولاند قائلة: "قد يبدو المصاب بصحة جيدة يوم الاثنين، وبعد بضعة أيام تظهر عليه الأعراض، هو قادر على نقل العدوى منذ اليوم الأول حتى وإن لم تظهر عليه الأعراض."

ارتبكت قليلاً وفكرت مجدداً بما سيحدث في حال عادت نتيجتي ايجابية. فكرت بزملائي في العمل وهل نقلت لهم الفيروس دون أن أعلم أو أقصد؟ عادت هولاند وطمأنتني بالقول إن أقل من 1% من العينات التي يتم جمعها تعود بنتيجة ايجابية وختمت بالقول: "إنه أمر نادر الحدوث إلى حد ما".

ليلة الانتظار

تلقيت تعليمات من مركز الفحص بعزل نفسي لحين ظهور النتيجة، وهذا ما حدث فعلاً. كانت ليلة عصيبة تأرجحت فيها بين اليأس والأمل: هل أنا مصاب أم لا؟ كيف سأتدبر أمري في العزل الصحي لأربعة عشر يوماً دون أن أتمكن من مغادرة المنزل؟

استسلمت للنوم، واستيقظت على رسالة جاء فيها أن نتيجة فحصي سلبية. تنفست الصعداء وشكرت الأقدار على حظي الجيد.
هل أنا نادم على هذه التجربة؟ كلا، بل على النقيض تماماً، أنا سعيد لتمكني من تدوين خبرتي الشخصية وأتمنى أن تمنح الآخرين المعلومات التي يحتاجونها، ليخضعوا للفحص دون تردد في حال ظهرت عليهم أي أعراض قد تكون مرتبطة بكوفيد-19 كألم الحلق والسعال والحرارة المرتفعة.

في الخلاصة، من واجبنا أن نخضع لفحص كورونا إذا ظهرت علينا الأعراض، لنبرهن على حرصنا على سلامة المجتمع وسلامتنا الشخصية. وكما شاهدتم فالعملية بمجملها لا تستغرق أكثر من خمس دقائق.  بعد ظهور النتيجة ستشعرون بالارتياح ولن تذهبوا بأفكاركم بعيداً إذا أصبتم بزكام أو انفلونزا. 


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By Fares Hassan

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
"مؤلم بعض الشيء!": إليكم تجربتي مع فحص كوفيد-19 من السيارة | SBS Arabic