وقال نتنياهو عن الرئيس الأمريكي ترامب: "إنه يصنع السلام الآن، من دولة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى"، مشيدًا بدور ترامب في السعي نحو إنهاء النزاعات في مناطق متفرقة من العالم.
لم تكن هذه أول مرة يُطرح فيها اسم ترامب كمرشح للجائزة العالمية، فقد تلقى على مرّ السنوات عدّة ترشيحات من مؤيدين وساسة موالين له، وعُرف عنه عدم إخفاء استيائه من تجاهله من قبل لجنة نوبل النرويجية رغم ما يعتبره "جهودًا هائلة" في الوساطة الدولية.
الرئيس الجمهوري ترامب لطالما طالب بالاعتراف بدوره في حلّ النزاع بين الهند وباكستان، وكذلك بين صربيا وكوسوفو، وطالب أيضًا بأن يُنسب إليه الفضل في "حفظ السلام" بين مصر وإثيوبيا، فضلًا عن وساطته في اتفاقيات "أبراهام" التي هدفت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
وفي الشهر الماضي، أعلنت باكستان عزمها ترشيح ترامب للجائزة، واصفة إياه بأنه "صانع سلام حقيقي" بعد توسطه في وقف إطلاق النار خلال صراع دام أربعة أيام مع الهند، مؤكدة أنه "أظهر بُعد نظر استراتيجيًا استثنائيًا وصفات رجل دولة بارز".
لكن سريعًا ما توتر الموقف، إذ دانت باكستان بعد يوم واحد فقط من إعلان الترشيح، قرار ترامب بقصف منشآت نووية في إيران دعمًا لضربات إسرائيلية، ووصفت الهجوم الأمريكي بأنه "تصعيد غير مسبوق في التوتر والعنف"، متهمة واشنطن بانتهاك القانون الدولي.
وفي وقت لاحق، ساعد ترامب في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، عقب صراع دام 12 يومًا بدأته تل أبيب بإطلاق صواريخ على الأراضي الإيرانية.

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu has travelled to the White House to meet with US President Donald Trump. Source: AAP / AP / Alex Brandon
زيارة نتنياهو إلى واشنطن جاءت في وقت حساس، حيث صرّح ترامب قبل اللقاء بأنه سيضغط من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، معربًا عن ثقته بأن حركة حماس "مستعدة للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل".
وبحسب الأرقام الإسرائيلية، فإن الهجوم الذي شنّته حماس في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل أكثر من 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين. ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 57 ألف شخص، وهو رقم تعتبره الأمم المتحدة موثوقًا.
وقد أكدت حماس في وقت سابق هذا الأسبوع أنها تعاملت بـ “روح إيجابية" مع مقترح وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، وأبدت استعدادها للانخراط في مفاوضات لتنفيذ بنوده. فيما تزامن لقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن مع مفاوضات غير مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وممثلين عن حماس بشأن الهدنة وتبادل الأسرى.
خطة مثيرة للجدل بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة
وفي تطور لافت، تحدث ترامب ونتنياهو خلال المأدبة عن "تقدّم" في خطة مثيرة للجدل تهدف إلى نقل سكان غزة إلى دول مجاورة، وهو ما قوبل بانتقادات شديدة من الفلسطينيين الذين أكدوا رفضهم مغادرة وطنهم تحت أي ظرف. وقال نتنياهو: "من يرغب في البقاء فليكن له ذلك، لكن من يريد المغادرة يجب أن يتمكن من ذلك". فيما أشار ترامب إلى "تعاون كبير" من دول الجوار، قائلاً: "لقد حظينا بتعاون رائع من كل الدول المحيطة. شيء جيد سيحدث".
وكان ترامب قد أثار الجدل سابقًا بطرحه فكرة "نقل الفلسطينيين" من القطاع، وهو ما وُصف بأنه انتهاك للقانون الدولي و"خطة غير أخلاقية".
محادثات مرتقبة مع إيران
وفي ختام حديثه، كشف ترامب أن إدارته تعتزم الاجتماع مع مسؤولين إيرانيين، قائلاً: "حددنا موعدًا للمحادثات مع إيران، وهم يريدون الحديث. لقد تكبدوا خسائر فادحة"، في إشارة إلى الأضرار التي لحقت بإيران خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل. فيما أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الاجتماع سيُعقد خلال الأسبوع المقبل.