غابت مظاهر العيد في كنيسة المهد، وتمت الاستعاضة عنها بالصلوات والدعوات لحلول السلام بعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الأكثر حصدًا للأرواح في تاريخ الحروب بين إسرائيل والفلسطينيين.
يأتي ذلك بينما يستعد المسيحيون في الأراضي الفلسطينية، لإحياء عيد الميلاد في غياب مظاهره عن مهد المسيح، مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
وألغت بلدية بيت لحم الاحتفالات، وغابت شجرة الميلاد ومظاهر الفرح في المدينة التي كان العيد يجذب إليها الآلاف سنويًا.
وقال البابا فرنسيس خلال قداس الميلاد في الفاتيكان "قلبُنا الليلة في بيت لحم، حيث ما زال أمير السلام يرفضه منطق الحرب الخاسر، مع زئير الأسلحة الذي يمنعه حتى اليوم من أن يجد له موضعًا في العالم".
من جهته، وصل بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا إلى باحة كنيسة المهد واضعًا الكوفية الفلسطينية حول عنقه.
وتقدم البطريرك أطفالًا من الكشافة الذين استعاضوا عن الآلات الموسيقية الاحتفالية، بلافتات كُتب فيها "فلتتوقف الحرب الآن" و"طوبى لصانعي السلام".
epa11042971 Palestinians carrying a flag in solidarity with the people in Gaza during the Christmas Eve procession at Manger Square, leading to the Church of the Nativity, the traditionally accepted birthplace of Jesus Christ, in the West bank town of Bethlehem, 24 December 2023. Church leaders in the historical Christian town of Bethlehem, traditionally revered as the birthplace of Jesus, have announced the cancellation of public Christmas celebrations this year in solidarity with the people of Gaza amid the ongoing Israel-Gaza conflict. EPA/Wisam Hashlamoun Source: EPA / Wisam Hashlamoun/EPA
وأضاف: "لنصلّي ونطلب ليس فقط وقفًا لإطلاق النار، وقف إطلاق النار ليس كافيًا، علينا أن نوقف هذه الأعمال العدائية وأن نطوي الصفحة لأن العنف لا يولّد إلا العنف".
وغير بعيد من كنيسة المهد، وضعت حاضنة أطفال وفي داخلها الطفل يسوع ممددًا على كوفية بيضاء وحمراء.
وفي غزة، قالت الأخت نبيلة صالح الموجودة في كنيسة العائلة المقدسة بدير اللاتين بالبلدة القديمة وسط مدينة غزة، إنه تم إلغاء كافة الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة واقتصارها على الصلوات".
موضحة" "كيف نُعيد وبلدي مجروح؟ كيف نُعيد وبلدي مدمر وأهلي مشردين وإخوتي في الوطن حزانى، وشهداؤنا لم تدفن في الشوارع وآخرين منهم تحت الأنقاض؟".
وكانت بطريركية اللاتين أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أن امرأة وابنتها من المسيحيين قتلتا برصاص إسرائيلي في باحة كنيسة العائلة المقدسة.
يأتي ذلك فيما أسفر قصف إسرائيلي على منازل في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا، وفق وزارة الصحة في القطاع.
فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن شدّد في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على "الحاجة الماسة لحماية السكان المدنيين" في غزة.
فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس إنهم يركزون عملياتهم الرئيسة على معقل آخر لحماس وهو خان يونس، مضيفًا أن المعارك في الشمال "ستتواصل، ربمّا بحدة أقل.
وقد نزح 1,9 مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون، بحسب الأمم المتحدة. التي تتخوف من مجاعة تهدّد مجمل السكان.
وتبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة قرارا يدعو إلى "إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق" إلى قطاع غزة.
