تملك أستراليا واحدة من أفضل خدمات تنقية المياه في العالم، وتصل نسبة نقاء مياه الشرب في المنازل نحو مائة في المائة. ولكن رغم كون استراليا أحد رواد العالم في تنقية المياه، أظهر تقرير لهيئة المياه في سيدني أن هناك انخفاضا في معدلات استهلاك مياه الشرب العادية لصالح المياه المعبأة. ورصد التقرير تراجع ثقة المواطنين في مياه الشرب التي تخرج من الصنبور رغم عدم اختلافها تقريبا عن المياه المعبأة.
وقال الدكتور عماد برو أخصائي علم الجراثيم والأمراض المعدية إنه قبل نحو خمسة عشر عاما كان هناك شكاوى من جودة المياه في سيدني، لكن تلك الشكاوى كانت ترجع لتدهور البنية التحتية من أنابيب المياه والصرف وتعرضها للصدأ وعوامل أخرى. وقال برو، وهو مختص في معالجة مياه الشرب، إنه منذ ذلك الحين تم استبدال البنية التحتية لتصبح مياه الشرب في أستراليا آمنة وصحية. وأشار برو إلى أن المياه المعبأة لا تختلف كثيرا عن مياه الشرب، بل إن مياه الشرب قد تكون أفضل.
وقال تقرير لABC إن أحد الاختبارات في ولاية South Australia، تم عرض مياه معبأة ومياه من الصنبور على المشاركين. وفي أغلب الحالات كان المشاركون عاجزين عن التمييز بينهما.
ويعدد تقرير ABC أكثر من عامل ساهم في وصول مبيعات المياه المعبأة نحو 700 مليون دولار سنويا، أحدها بالطبع دعاية الشركات التي تنتج المياه المعبأة. لكن التقرير رصد أيضا عوامل أخرى، منها أن بعض الناس يستخدمون المياه المعبأة ليس كبديل عن مياه الصنبور، ولكن كبديل صحي أكثر عن المشروبات الغازية والملونة الأخرى. ووجد أحد التقارير أن النساء تستهلك المياه المعبأة أكثر من الرجال، ويعود ذلك إلى استهداف دعايا الشركات النساء اللاتي يرغبن في الحفاظ على صحة جيدة وقوام رشيق.
كما أظهرت دراسة لهيئة مياه سيدني أن الجاليات الصينية التي تتحدث الماندرين لديها مقاومة شديدة للشرب من الصنبور مباشرة.
هذه الزيادة في استهلاك المياه المعبأة تنتج تحد بيئي، حيث تمثل الزجاجات البلاستيكية للمياه إضافة معتبرة ل666 ألف طن من النفايات البلاستيكية التي تنتجها أستراليا.
