قدّمت لاعبو ولاعبات بريزبن ليلة لا تُنسى في تاريخ دوري الرجبي الأسترالي، بعدما حصد فريقاها للرجال والسيدات لقبَي النهائي الكبير NRL وNRLW في يومٍ واحدٍ حافلٍ بالإثارة والدراما على ملعب أكور في سيدني.
في ختام اليوم، قلب بريزبن برونكوز الطاولة على ملبورن ستورم ليفوز بنتيجة 26 – 22، بعد تأخره بعشر نقاط في الشوط الأول، ورغم خسارته قائده آدم رينولدز وزميله بن هانت بسبب الإصابة في الشوط الثاني.
الفريق أظهر شجاعة استثنائية وروحا قتالية أعادت ذكريات أمجاده السابقة، ليُتوج بلقب بدا بعيد المنال حتى منتصف اللقاء.
وفي وقت سابق من اليوم ذاته، دوّنت سيدات بريزبن برونكوز فصلاً آخر من التاريخ بفوزٍ مثيرٍ على سيدني روسترز بنتيجة 22 – 18، بعد مباراةٍ اتسمت بالخشونة والإصرار، وحُسمت بمحاولة مثيرة للجدل سجّلتها ميلي هوفانغا في الدقائق الأخيرة.
وهكذا جمعت بريزبن بين لقبي الرجال والسيدات في موسم واحد، لتُعيد رسم خريطة التفوق في دوري الرجبي الأسترالي، وتؤكد أن روح الشمال لا تزال قادرة على انتزاع المجد من قلب سيدني التي غابت فرقها عن نهائي الرجال.
فمن الجنوب جاءت ملبورن ستورم ممثلا لفيكتوريا، ومن الشمال حضر بريزبن برونكوز سفيراً لكوينزلاند، في نهائي وُصف بأنه "معركة بين المدن الكبرى"وكسرٌ لاحتكار سيدني التاريخي.
برونكوز.. روح هجومية ورغبة في كسر الصورة النمطية كفريق استعراضي
وقدّم بريزبن برونكوز عرضا بطوليا جديدا في واحدة من أكثر نهائيات دوري الرجبي الأسترالي إثارة، بعد أن قلب تأخره في الشوط الأول إلى انتصار مدهش أعاده إلى قمة اللعبة.
ودخل بريزبن برونكوز المباراة بروح هجومية ورغبة في كسر الصورة النمطية التي لاحقته كفريق "استعراضي"، يقوده النجم الصاعد ريس وولش الذي تحوّل إلى أحد أبرز وجوه دوري الرجبي الأسترالي.
وولش، البالغ من العمر 23 عاماً، قدّم موسماً مفعماً بالتحولات. تجاوز إصابة قوية في الركبة، واستعاد توازنه بدعم من الأخصائية النفسية جاكي لاودر التي ساعدته في ضبط إيقاعه الذهني داخل وخارج الملعب.
ورغم مظهره اللافت وطلّته الواثقة، فإن اللاعب أظهر شراسة في الأداء وشجاعةً في الالتحامات، جعلت منه نموذجاً للمزيج النادر بين الأناقة والصلابة.
ووجد الفريق نفسه متأخرا بفارق كبير مع نهاية الشوط الأول، لكنّه عاد في النصف الثاني بأسلوب هجومي منظم سجّل خلاله ثلاث محاولات متتالية دون رد، ليحسم المواجهة ويُتوج باللقب.
ورغم الإصابات التي ضربت الفريق بخروج القائد آدم رينولدز وزميله بن هانت في الشوط الثاني، رفض برونكوز الانهيار، واستمر في القتال حتى الدقيقة الأخيرة.
و سرق وولش، الاضواء حيث قاد برونكوز إلى اللقب بأداء فردي استثنائي وصفه المراقبون بأنه من بين الأعظم في تاريخ النهائيات.
وانقذ وولش ، البالغ من العمر 23 عاماً، مرمى فريقه في ثلاث فرص مؤكدة، بينها تصدٍ بطولي في الدقيقة الأخيرة.
بذلك، رفع رصيده من النجومية إلى القمة، ونال ميدالية كليف تشرشل كأفضل لاعب في المباراة.
وخاض برونكوز اللقاء وسط ظروف صعبة بعد خسارة صانعي اللعب آدم رينولدز وبن هانت بسبب الإصابة في الشوط الثاني، لكن الفريق تمسّك بروحه القتالية، واعتمد على الدفاع الصلب والسرعة في التحول، ليحسم اللقاء ويثبت أن البطولة تُنتزع بالإصرار لا بالأسماء.
وفي لقطةٍ ختامية جسّدت روح الفريق، تصدّى ريس وولش بنفسه لهجمة خطيرة في الدقيقة الثمانين حين اخترق لاعب ستورم إيلي كاتوا الدفاع، واندفع زميله السريع رايان بابنهاوزن نحو المرمى، لكن وولش واجه الاثنين بمفرده، ووجّه ضربة قوية أنهت الهجمة وحسمت مصير اللقاء.
كانت تلك اللحظة بمثابة علامة تعجب على أداء يُنتظر أن يبقى محفوراً في ذاكرة البطولة.
وفي مباراةٍ اتسمت بالانضباط والدقة، برزت لحظة حاسمة حين لعب برونكوز الكرة بسرعة من مسافة عشرين مترًا، فانطلق ريس وولش من الخلف، وتلاعب بخمسة مدافعين قبل أن ينزلق تحت العارضتين في واحدة من أجمل لقطات النهائي.
واصل وولش تألقه في الشوط الثاني بصناعة محاولتين حاسمتين وإنقاذٍ مزدوج أمام توي كاميكاميكا وبابنهوزن، مثبتًا أنه اللاعب الفارق في ليلة التتويج.
وقال زميله بن هانت باقتضاب: "وولش مذهل تماما… كان في كل مكان".
واحتفظ اللقاء بإثارته حتى النهاية، حين حسم الفريق النتيجة بعد أداء جماعيّ متماسك أعاد إلى الأذهان خيبة نهائي عام 2023، ليحوّلها هذه المرة إلى قصة انتصار وصمود.
منذ الدقائق الأولى، قدّم الفريقان نموذجين متناقضين للعب.
اعتمد برونكوز على السرعة في التحولات الهجومية واستغلال المساحات الخلفية، بينما ركّز ستورم على الانضباط الدفاعي والتمريرات القصيرة المنظمة.
التنافس بدا مفتوحاً على احتمالات مفاجئة، خصوصاً مع وجود لاعبين من طراز "إكس فاكتور" قادرين على تغيير النتيجة في لحظة واحدة، مثل ريس وولش في برونكوز ومونستر في ستورم.
التحليل الفني قبل المباراة توقّع أن تُحسم المواجهة خلال فترات قصيرة من الضغط المتبادل، وهو ما انعكس فعلاً على إيقاع اللقاء.
إرث المواجهة
التاريخ بين الفريقين يعود إلى نهائي عام 2006، حين انتزع برونكوز الفوز بنتيجة 15 – 8، في واحدة من أكثر المباريات توازناً في ذاكرة البطولة.
ومنذ ذلك الحين، ظل الفريقان يترقبان لحظة العودة إلى المشهد ذاته.
وهذا الموسم حمل ملامح تلك المنافسة القديمة مجدداً، بعد أن تبادلا الفوز في مواجهتيهما السابقتين، ما جعل موقعة الليلة بلا أفضلية واضحة لأي طرف.
لاعبات بريزبن برونكوز يحتفلن بالكأس وانتزاع لقب NRLW سيدني روسترز
بريزبن برونكوز للسيدات ينتزع لقب NRLW بعد نجاته من انتفاضة سيدني روسترز
وانتزع بريزبن برونكوز للسيدات لقب دوري الرجبي الأسترالي الممتاز (NRLW) للمرة الرابعة في تاريخه، بعد فوزٍ مثير على سيدني روسترز بنتيجة 22 – 18 في نهائي حافل بالتوتر والالتحامات على ملعب أكور في سيدني.
ورغم عودة قوية من روسترز في الشوط الثاني، حسمت ميلي هوفانغا المواجهة بمحاولة مثيرة للجدل قبل أربع دقائق من النهاية، بعدما لجأ الحكم إلى تقنية الفيديو لتأكيدها، لتحصل على ميدالية كارين ميرفي كأفضل لاعبة في المباراة.
اللقاء اتسم بالقوة والدراما، وشهد مشادة بين اللاعبات عند صافرة النهاية. وقالت القائدة تميكا أبتون، صاحبة أولى محاولات برونكوز، إن الفريق "قاتل من أجل كل كرة، واستحق اللقب بعد موسمٍ شاق".
في المقابل، أوقف الفوز سلسلة انتصارات روسترز البالغة 18 مباراة متتالية، بعدما كادت عودته في الشوط الثاني تكتمل عبر محاولات باركر ولوباماوا وميا وود.
مدرب برونكوز سكوت برينس أجرى تعديلات تكتيكية ناجحة، فبدأ بـ دستيني بريل في مركز الهوكر، ودفع بـ جادا فيرغسون التي سجلت المحاولة الثانية.
ويحمل هذا اللقب أهمية خاصة لبرينس الذي يحتفل بمرور 20 عاماً على تتويجه كلاعبٍ بميدالية كليف تشرشل عام 2005، ليكتب الليلة فصلاً جديداً من المجد من مقعد التدريب، ويعيد برونكوز إلى القمة لأول مرة منذ 2020.
ومنذ الساعة الواحدة ظهراً، تحوّل استاد أستراليا إلى مهرجان رياضي وثقافي ضخم، إذ توافدت الجماهير بالآلاف وارتفعت الأعلام بين أرجاء المدرجات.
وشهد اليوم نهائي السيدات بين بريزبن برونكوز وسيدني روسترز، في تكرار لرمزية التنافس بين الشمال والجنوب.
وقبل ساعة من انطلاق المباراة الكبرى، قدّم المغني الأميركي تيدي سويمز (Teddy Swims) عرضاً موسيقياً أشعل الأجواء، ضمن برنامج الترفيه المخصص لما قبل المباراة.
