رحّبت شعوب السكان الأصليين في ولاية فيكتوريا بالبدء الرسمي لمعاهدة الولاية مع الأستراليين من الشعوب الأولى، بعد أن أُقرت ودخلت حيّز التنفيذ قانونياً الشهر الماضي.
وشهدت مدينة ملبورن، يوم الجمعة، مراسم احتفالية واسعة احتفاءً بانطلاق المعاهدة، تضمنت عروضاً ثقافية ورقصات تقليدية وفعاليات مجتمعية، إلى جانب حفل موسيقي مجاني أُقيم في صالة جون كين أرينا.
وشارك في الحفل عدد من أبرز الفنانين الأستراليين من السكان الأصليين وحلفائهم، من بينهم فرقة Yothu Yindi، والفنان Briggs، وPaul Kelly، وBaker Boy، وMissy Higgins، في أمسية جمعت بين الموسيقى والهوية والاعتراف الثقافي.
كما تخللت الفعالية طقوس ومراسم ثقافية وعروض قدّمها ناشطون وشخصيات بارزة من السكان الأصليين، في تأكيد على البعد الرمزي والسياسي للمعاهدة.
وشاركت رئيسة حكومة فيكتوريا جاسينتا ألان، ووزيرة المعاهدة ناتالي هاتشينز، إلى جانب الرئيسين المشاركين لمجلس الشعوب الأولى في فيكتوريا نغارا موراي وروبين بيرغ، في طقس رمزي تمثّل بوضع أيديهم الملطخة بالمغرة على جلد كنغر، في إشارة إلى الالتزام الرسمي بالمعاهدة.
وتنص المعاهدة على تحويل مجلس الشعوب الأولى في فيكتوريا إلى هيئة دائمة ومُشرّعة قانونياً، تمثل السكان الأصليين وتشارك في اتخاذ القرارات ضمن الأطر البرلمانية والديمقراطية القائمة.
ووُصفت هذه الخطوة من قبل هيئة المعاهدة بأنها "أول معاهدة تُبرم مع الشعوب الأولى في تاريخ أستراليا".
وقال ديجاران موراي-جاكسون، ممثل شعب Dja Dja Wurrung في مجلس الشعوب الأولى، إن ما تحقق حتى الآن يبعث على التفاؤل، معرباً عن أمله في أن تسهم المعاهدة في تحقيق نتائج ملموسة للمجتمع.

Victorian Premier Jacinta Allan places her handprint onto the symbolic consent to Treaty. Source: AAP / Con Chronis
وأضاف أنه "يترقب المرحلة المقبلة «بأمل في الوصول إلى نتائج عملية تعود بالفائدة على شعوبنا".
واختُتمت الأمسية بأداء فرقة Yothu Yindi لأغنيتها الشهيرة Treaty الصادرة عام 1991، والتي شكّلت رمزاً تاريخياً للمطالبة بالاعتراف والحقوق.
وتأتي هذه الاحتفالات بعد أيام من إلقاء رئيسة حكومة فيكتوريا خطاب اعتذار تاريخي عن القوانين والسياسات والممارسات التي أسهمت في ترسيخ مظالم بحق السكان الأصليين في الولاية، في خطوة وُصفت بأنها مكمّلة لمسار المصالحة والاعتراف.
شارك
