ظاهرة محطات توليد الطاقة من الفحم تغذّي ازدياد المعلومات المضلّلة

One Nation senator Malcolm Roberts has long denied humans are responsible for climate change.

One Nation senator Malcolm Roberts has long denied humans are responsible for climate change. Source: AAP/Lukas Coch

ماذا زُعم

يتمّ بناء أكثر من ألف مصنع فحم جديد حول العالم في حين أنّ أستراليا تتجّه إلى إغلاق منشآتها الباقية.

حكم AAP Factcheck

خطأ. يستند الادّعاء على التفسير الخاطئ لبيانات قديمة، تضخّم كثيراً العدد الإجمالي لمحطات الفحم العاملة والتي هي قيد الإنشاء.

__________________________________________________________________________________________________________

شارك السناتور Malcolm Roberts من حزب  One Nation مدوّنة تزعم أنه يتمّ بناء المئات من المحطات الجديدة لتوليد الطاقة من الفحم حول العالم في حين أنه يتمّ إغلاق محطات الطاقة الست المزعومة المتبقية في أستراليا.

معلومات المدوّنة خاطئة. يبدو أنّ أرقامها تستند إلى وحدات مصانع الفحم، وليس إلى مصانع الفحم، ممّا يعني أنها تبالغ في الأعداد التي هي قيد التشغيل. حتى مع ذلك، فالبيانات عن وحدات مصانع الفحم قديمة ومُحرّفة. إضافة إلى ذلك، إن عدد مصانع الفحم قيد التشغيل في أستراليا أعلى بكثير من الستة المزعومة.

تتضمّن المدونة النص: "هذا هو عدد المحطات لتوليد الطاقة بالفحم اليوم". ثم يُدرج العدد المزعوم لمحطات توليد الطاقة بالفحم في الإتحاد الأوروبي (EU)، تركيا، جنوب إفريقيا، الهند، الفيليبين، كوريا الجنوبية، اليابان والصين.

وتنتهي المدونة بالقول:" تنوي أستراليا إغلاق المحطات الست الباقية من أجل إنقاذ العالم". وكان السناتور Roberts، الذي طالما أنكر أن البشر يتسبّبون في تغيير المناخ، غرّد المدونة في 6 كانون الأول/ديسمبر مع التعليق: " في مواجهة الصين الأكثر عدوانية، إنّ توقيف الفحم في أستراليا سيبدو وكأننا نطلق النار على ساقنا أي نضرّ بمصالحنا".

في عام 2019، قامت AAP FactCheck بالتحقيق بالمدونة التي استخدمت أرقاماً مطابقة للنسخة التي غرّدها السناتورRoberts.  كما شُرح حينها، يبدو أن الأرقام صدرت عن مقالة نشرتها صحيفة The Times البريطانية في كانون الأول/ ديسمبر 2015 والتي ذكرت أن أكثرمن 2,400 محطة توليد الطاقة بالفحم كانت قيد الإنشاء أو تمّ التخطيط لها حول العالم.

وقد تضمّنت المقالة رسماً بيانياً يزعم إظهار عدد مصانع الفحم الموجودة والمخطط لها في الإتحاد الأوروبي (EU)، تركيا، جنوب إفريقيا، الهند، الفيليبين، كوريا الجنوبية، اليابان والصين، مع أرقام مطابقة لتلك التي في المدونة.

ذكرت The Times مصدر الأرقام في الرسم البياني على أنها من Global Coal Plant Tracker، وهي أداة البيانات التفاعلية التي تحتفظ بها منظمة غير ربحية هي

Global Energy Monitor(GEM)، وشركة تحليل الطاقة Platts، التي هي الآن جزء من S&P Global Platts. يمكن رؤية الرسم البياني في منشور على مدونة Watts Up With That، الذي ينشر باستمرار معلومات مضلّلة تتعلّق بالتغيّر المناخي.

إنما، وفي حين أن الأرقام في الرسم البياني وُصفت على أنها تمثّل "مصانع الفحم"، إلا أنّ Flora Champenois، التي تدير GEM التابع ل Global Coal Plant Tracker، قالت ل AAP FactCheck إنها كانت على الأرجح مرتبطة بوحدات مصنع الفحم.

غالباً ما تضمّ مصانع الفحم عدة وحدات، ممّا يعني أن عدد الوحدات لمصانع الفحم العالمية أكثر بكثير من عدد مصانع الفحم. مثلاً محطة Millmerran لتوليد الطاقة في جنوب غرب كوينزلند تتضمّن وحدتين، محطة Eraring لتوليد الطاقة في NSW لديها أربع وحدات ومحطة Hazelwood  في فيكتوريا التي أُغلقت الآن كان لديها ثمانٍ.

قالت السيدة Champenois في رسالة إلكترونية ل AAP FactCheck إنها لم تتمكّن على الفور من مطابقة المدونة بالبيانات التاريخية، ولكنها "من المرجح كانت تشير إلى بيانات GEM القديمة وتعدّلها وتفسّرها بشكل خاطئ".

تشرح هذه المقالة في Guardian Australia كيف أن سوء التفسير المماثل لبيانات GEM أدّى إلى ادّعاءات خاطئة في 2017 بأنّه كان من المقرّر إنشاء المئات من المحطات الجديدة لتوليد الطاقة بالفحم. وقد وصفت السيدة Champenois المدونة "بأنها قديمة وغير دقيقة تماماً".

إن العدد الحالي لمحطات توليد الطاقة بالفحم في كلّ من البلدان المدرجة في المدونة مختلفة تماماً عن الأرقام المزعومة. حتى تموز/يوليو 2021، أظهرت بيانات Global Coal Plant Tracker:

  • كان للاتحاد الأوروبي 206 مصنع فحم قيد التشغيل إضافة إلى ثلاثة قيد الإنشاء وواحد في مرحلة ما قبل البناء
  • كان لتركيا 34 محطة توليد طاقة بالفحم إضافة إلى إثنين قيد الإنشاء و15 في مرحلة ما قبل البناء
  • كان لجنوب أفريقيا 19 إضافة إلى إثنين قيد الإنشاء وأربعة في مرحلة ما قبل البناء
  • كان للهند 281 إضافة إلى 28 قيد الإنشاء و23 في مرحلة ما قبل البناء
  • كان للفيليبين 24 إضافة إلى ثلاثة قيد الإنشاء وستة في مرحلة ما قبل البناء
  • كان لكوريا الجنوبية 22 إضافة إلى أربعة قيد الإنشاء ولا واحد في مرحلة ما قبل البناء
  • كان لليابان 92 إضافة إلى سبعة قيد الإنشاء ولا واحد في مرحلة ما قبل البناء
  • كان للصين 1087 إضافة إلى 95 قيد الإنشاء و143 في مرحلة ما قبل البناء
  • كان لأستراليا 19 إضافة إلى واحد قيد الإنشاء ولا واحد في مرحلة ما قبل البناء.
أظهرت البيانات أن مجموع مصانع الفحم ال 1784 كانت قيد التشغيل في تموز/يوليو2021 في كل أنحاء الإتحاد الأوروبي وثماني دول ذُكرت في المدونة، مقارنة بال 3741 التي زُعمت في المدونة. تظهر البيانات نفسها أن 337 مصنعاً كانت إما قيد الإنشاء أو في مرحلة ما قبل البناء في تلك البلدان، مقارنة بالمصانع ال 1892 التي زعمت المدونة أنه يتمّ بناؤها.

قالت السيدة Champenois ل AAP FactCheck أن العديد من مصانع الفحم المقترحة أُلغيت قبل بنائها. لذلك، لا يجب تفسير عدد مصانع الفحم " في مرحلة ما قبل البناء" على أنه عدد مصانع فحم جديدة سيتم بناؤها بالضرورة.

حتى لو أن المدونة سمّت بصورة صحيحة الأرقام على أنها وحدات مصنع فحم، فكل عدد في المدونة متعلّق إما بمصانع الفحم الموجودة أو المخطط لها لا يزال خاطئاً استناداً إلى الأرقام الحالية.

تظهر مجموعة بيانات Global Coal Plant Tracker أنه في كل أنحاء الاتحاد الأوروبي EU والدول الثماني المذكورة، حتى تموز/يوليو 2021، كان هناك 5044 وحدة مصنع فحم إما قيد التشغيل، قيد الإنشاء أو في مرحلة ما قبل البناء، مقارنة بإجمالي ال 5615 منشأة الموجودة والمستقبلية المزعومة في المدونة.

في كانون الثاني/ يناير 2020، دحضت PolitiFact معلومات خاطئة مماثلة حول عدد مصانع الفحم حول العالم.

أدرجت الجهة المنظمة للطاقة النظيفة في أستراليا 19 محطة توليد طاقة بالفحم في استراليا، مطابقة بيانات Global Coal Plant Tracker. قال ناطق باسم وزارة الصناعة، والعلوم، والطاقة والموارد في رسالة إلكترونية إلى AAP FactCheck إنه كان هناك 20 محطة توليد طاقة بالفحم قيد التشغيل. استندت مجموعتا الأرقام إلى مناهج مختلفة في عدّ بعض المنشآت المتعددة الوحدات.

كجزء من خطة الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050 للحكومة الفدرالية، فقد توقّعت نماذجها بأن الطاقة التي تعمل على الفحم ستظلّ جزءاً من شبكة الكهرباء في ذلك الوقت.

إنما، من المقرّر إغلاق معظم محطات توليد الطاقة من الفحم في غضون ال 20 سنة المقبلة، وأن العديد من مواعيد الإغلاق قد قُدّمت وفقاً لباحثين في Grattan Institute. لقد كتبوا في تشرين الثاني/نوفمبر أن الأهداف التي تضعها الولايات للطاقة المتجدّدة سوف تحدّد السرعة التي تصبح فيها أستراليا خالية من الطاقة التي تعمل بالفحم.

الحكم

إن الأرقام في المدونة قديمة وتضخّم جداً العدد الإجمالي لمحطات توليد الطاقة من الفحم التي هي قيد التشغيل والتي هي قيد الانشاء في أنحاء العالم. ويبدو أن البيانات نتجت عن رسم بياني من عام 2015، الذي وصف خطأً وحدات مصانع الفحم على أنها مصانع فحم. إضافة إلى ذلك، أشارت المدونة بشكل غير صحيح إلى أن مصانع الفحم في مختلف مراحل التخطيط يتمّ بناؤها، في حين أن بعضاً من تلك المشاريع لن تُستأنف.

خطأ – الادّعاء غير دقيق


شارك

نشر في:

آخر تحديث:

By AAP FactCheck
المصدر: AAP

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand