المتهم، شون ديفيد شارمان البالغ من العمر إحدى وخمسين سنة، اعترف أمام المحكمة باستخدام خدمة الاتصالات لإرسال تهديد بالقتل، بعد أن بعث في شهر آذار/مارس رسالتين إلكترونيتين للسيناتورة بايمان تضمّنتا ألفاظاً عنصرية وإهانات وتهديداً صريحاً باستهدافها بسلاح ناري.
وقد حضر شارمان جلسة المحكمة مع زوجته، فيما استمعت القاضية إلى تفاصيل عن طبيعة الرسائل، التي وصفت فيها السيناتورة بأنها "إرهابية محلية" وطالبتها بمغادرة أستراليا. وأشارت النيابة إلى أنّ المتهم وقَّع إحدى الرسائل باسمه الكامل وعنوانه لإظهار أنّه "شخص حقيقي وليس روبوتاً".
تأثير نفسي عميق على بايمان
قدّمت السيناتورة فاطمة بايمان بياناً خطيّاً للمحكمة وصفت فيه التهديدات واللغة البذيئة بأنها تركت أثراً بالغاً على صحتها الجسدية والنفسية والعاطفية، مؤكدة أنّها شعرت بالخوف والاضطراب الشديد، وأنها أحجمت عن السفر إلى ولاية فيكتوريا بسبب تلك التهديدات. وأضافت أن الرسائل لم تكن موجهة إليها فقط، بل استهدفت أيضًا النساء المسلمات عموما، مشددة على أنّ "الأفعال لها عواقب، ولا ينبغي التقليل من خطورة هذا السلوك".
دفاع المتهم وظروفه الصحية
وأفادت محامية الدفاع بأن موكلها عاطل عن العمل ويعاني مشاكل صحية متعدّدة بينها إدمان الكحول، لافتة إلى أنّه كان "مُحرجاً للغاية" من سلوكه، ولا يتذكر إرسال تلك الرسائل بسبب حالة السكر في ذلك الوقت. وأكدت المحامية أنّه مدرج على قائمة الانتظار للحصول على خدمات إزالة السموم في مركز "بالارات للصحة المجتمعية".
كما أوضحت المحكمة أنّ الشرطة فتشت منزل المتهم في شهر نيسان/أبريل، وقد تعاون بشكل كامل مع عناصرها، وسمح لهم بالدخول وقدّم كلمات المرور الخاصة بجهاز الحاسوب والبريد الإلكتروني.
قرار المحكمة وإرجاء النطق بالحكم
القاضية جوليا بارلينغ أعربت عن قلقها البالغ إزاء الحادثة، معتبرة أنّه "مثير للانزعاج أن يقدم شخص لا يملك أي سجل إجرامي سابق على هذا النوع من السلوك الخطير". وأرجأت المحكمة النطق بالحكم إلى حين استكمال تقييم أوسع وإعداد تقرير ما قبل إصدار الحكم، مع منح المتهم فرصة للالتحاق ببرنامج إزالة السموم.
وقد تم الإفراج عن شارمان بكفالة، بشرط ألّا يتواصل مع السيناتورة فاطمة بايمان أو أي فرد من مكتبها، على أن تعقد الجلسة المقبلة للنظر في القضية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.