ماذا زُعم
الأشخاص الذين لديهم "مناعة طبيعية" من كوفيد-19 نتيجة عدوى سابقة لا يمكنهم الإصابة بالفيروس مجدّداً.
حكم AAP FactCheck
خطأ. تظهر عدة دراسات تستخدم بيانات من أرض الواقع أنّ الذين أصيبوا بعدوى سابقة يمكنهم الإصابة مجدّداً بالفيروس.
__________________________________________________________________________________________________________
إنّ قرار أستراليا بتوسيع برنامج التطعيم ضد كوفيد-19 كي يشمل الأطفال من سن الخامسة حتى 11تبعته مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي بأن من الأفضل للأطفال أن يلتقطوا الفيروس
"في الطبيعة" لأن "المناعة الطبيعية" تعني أنهم لن يُصابوا مجدّداً.
غير أنّ، دراسات عديدة أثبتت أنّه من الممكن لأولئك الذين أُصيبوا ب SARS-CoV-2 أن يُصابوا مجدّداً. في حين أنّ المناعة نتيجة عدوى سابقة يمكن أن توفّر حماية قوية ضدّ الفيروس، فقد أشار بحث حديث إلى أنّ المناعة قد تضعف مع الوقت.
جاء الادّعاء في فيديو نُشر على إنستغرام في 11 كانون الأول/ديسمبر، بعد يوم من إعلان الحكومة الفدرالية طرح اللقاح على الأطفال.
يدّعي رجل، في الفيديو: "لا سبيل إلى الإنكار فمن الأفضل لك إذا أنت طفل أن تلتقط الفيروس في المجتمع، وتنمّي مناعة طبيعية، التي بالحقيقة قد تحمي المجتمع لأنك لن تتمكّن بعد الآن أن تعدي أي شخص آخر ولن تتمكن أبداً من الإصابة من جديد بالفيروس".
(علامة الفيديو 5 دقائق 10 ثوانٍ).
غير أنّ بحثاً يستخدم بيانات من أرض الواقع يُظهر أن هناك خطراً من الإصابة من جديد عقب إصابة أوّلية ب SARS-CoV-2، وهو الفيروس الذي يتسبّب بكوفيد-19، على الرغم من الحماية التي وفّرتها الأجسام المُضادة من عدوى سابقة.
وقد وجد تقرير من Imperial College London، نُشر في 16 كانون الأول/ديسمبر، أنّ الحماية المُوفّرة من الإصابة من جديد بمتحوّر Omicron الجديد نتيجة عدوى سابقة ب SARS-CoV-2 قد لا تتعدّى 19 بالمئة.
لقد استخدم البحث، الذي لم يخضع لمراجعة الأقران، بيانات الصحة العامة في المملكة المتحدة لتقدير خطر إعادة الإصابة بالمتحوّر الجديد SARS-CoV-2 فكان 5.4 أضعاف أكبر ممّا كان عليه مع متحوّر دلتا.
وقد وجدت دراسة أميركية سابقة حول الإصابة من جديد لدى الشباب الأصحّاء، نُشرت في The Lancet في تموز/يوليو، أنه كان لدى أولئك الذين لديهم أدلّة على عدوى سابقة حوالي خُمس خطر الإصابة بعدوى لاحقة عندما تمّت مقارنتهم بأبناء جيلهم الذين لم يظهر عليهم أي إشارة لإصابة سابقة.
وخلص الباحثون إلى أنه "على الرغم من أنّ الأجسام المضادة الناجمة عن عدوى أوّلية تحمي إلى حدّ كبير، فهي لا تضمن نشاط تحييد فعّال ل SARS-CoV-2 أو مناعة ضدّ عدوى لاحقة".
وقد أظهر أحد تحليلات بيانات من قطر، نُشر في 15 كانون الأول/ديسمبر، أنّ فعالية عدوى سابقة ضدّ الإصابة من جديد مع متحوّر الفيروس Beta قُدّرت ب 92.3 بالمئة. أشارت دراسات سابقة مستويات من الحماية أدنى (انظر الأمثلة هنا، هنا وهنا)، على الرغم من أن أيّا منها لم يتعامل مع متحوّرين دلتا أوOmicron الأكثر عدوى.
في غضون ذلك، أشار بحث آخر إلى أنّ المناعة الناتجة عن عدوى سابقة ب 2 SARS-CoV- قد تضعف مع الوقت.
حدّدت دراسة أستراليةنُشرت في Nature Medicine في أيار/مايو، والتي وضعت نماذج لتأثير مستويات الجسم المضاد على الحماية المناعية، مستويات مماثلة من "الانحلال" في الأجسام المضادة التي تحمي ضدّ SARS-CoV-2 بين الأفراد المصابين والمطعّمين على حدّ سواء.
قال أحد واضعي الدراسة، Professor Miles Davenportمن Kirby Institute في سيدني ل AAP FactCheck لقد أُسيئ الفهم بأن الإصابة ب SARS-CoV-2 قد يوفّر مناعة أقوى من التطعيم.
وقال في رسالة إلكترونية "بينما قد يكون ذلك صحيحاً بالنسبة للقاحات الأقل فعالية (مثل CoronaVac)، فمن الواضح أنّ لقاحي mRNA على حدّ سواء (اللذان عادة ما يُشار إليهما ب Pfizer وModerna) ولقاح Novavax توفّر حوالي 2-4 أضعاف مناعة أعلى (تحييد مستويات الجسم المضاد) ممّا تحصل عليه من إصابتك بالعدوى، وكذلك حماية أعلى من عدوى مستقبلية".
وبخلاف ذلك، وجدت دراسة إسرائيلية قبل صدورها رسمياً، نُشرت في آب/أغسطس، ولكن لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، أنّ العدوى السابقة تمنح حماية أعلى إلى حدّ بعيد ضدّ الإصابة بمتحوّر دلتا من التطعيم بفرده. غير أن المؤلفين ذكرا أن نتائجهما قد تقترح أنّ المناعة الطبيعية ضدّ المتحور قد تضعف مع الوقت.
وقد وجدت دراسة نُشرت في The Lancet في تشرين الأول/أكتوبر، والتي استخدمت بيانات عن استمرارية المناعة من SARS-CoV-2 "أقرب قرباء فيروس كورونا" لتقدير الأطر الزمنية لعودة الإصابة، وجدت أنّ تكرار العدوى بالفيروس في ظلّ الظروف قد تحدث بمعدل فترة 16 شهراً.
ويقول واضعا الدراسة "كتقدير رائد، تتطابق نتائجنا مع التقارير المتصاعدة حول إعادة الإصابة في نهاية المطاف ب SARS-CoV-2 وتشير إلى أنّ عودة الإصابة بعد التعافي الطبيعي من كورونا ستصبح شائعة بشكل متزايد مع تقدّم الجائحة".
وقد قال Professor Jeffrey Townsend، من Yale School of Public Health الذي اشترك في وضع الدراسة، قال ل AAP FactCheck إنه لم يكن ممكناً فقط لشخص أُصيب بالفيروس أن يصاب من جديد، فمن المحتمل أن يحدث ذلك أسرع دون تطعيم أو تدابير تخفيفية أخرى.
وأضاف" طبعاً سيتغير بسبب الصدفة، غير أن المدة العادية بين الإصابات ستكون عادة بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات في ظلّ الظروف الوبائية".
وقد نظرت دراسة نشرها US Centers for Disease Control and Prevention (CDC)في شهر آب/أغسطس نسب الإصابة من جديد بين مجموعة من سكان
Kentucky الذين أصيبوا ب SARS-CoV-2 خلال2020. وجدت أن عدم التطعيم مقترن بأكثر من ضعف احتمال الإصابة من جديد مقارنة بالذين تطعّموا بالكامل.
وقال البروفسور Townsend حول مفهوم أن من الأفضل للأطفال أن يُصابوا بالفيروس "من خلال العدوى الاجتماعية" وأن تصبح لديهم مناعة طبيعية عوضاً عن تلقيهم اللقاح، قال إنه لم يجد دليلاً لدعم هذا الادّعاء.
وأضاف "صراحة، كل الدلائل تشير إلى منافع التطعيم قبل العدوى".
NZ’s Science Media Centre في حين أن الأولاد هم أكثر عرضة من البالغين للإصابة بمرض خفيف أو لا أعراض له، لكن لا يزال بإمكانهم الإصابة بالعدوى، وتتوعك صحتهم وينتهي بهم المطاف "بكوفيد طويل الأمد".
وقالت الدكتورة Sika-Paotonu في رسالة إلكترونية إلى AAP FactCheck"إنه لا يزال يتوجب على أولئك الأطفال الذين أُصيبوا سابقاٍ بكوفيد-19 أن يتطعّموا، إذ أنّ العدوى من جديد محتملة".
" من الممكن للأطفال والمراهقين أن ينقلوا العدوى ويصيبوا الآخرين ب SARS-CoV-2، حتى ولو لم تكن لديهم أعراض".
وأشارت أيضاً إلى بحث ذكر أن الأطفال الصغار قد يكونون أكثر عرضة لنقل SARS-CoV-2 لمقدمي الرعاية وإخوتهم من الأطفال الأكبر سنًا.
الحكم
إن الادّعاء بأن المناعة الطبيعية تعني أنه لا يمكن للشخص أن يُصاب مجدّداً بكوفيد-19 خطأ. ذكرت عدة دراسات تستند إلى بيانات من أرض الواقع أن أولئك الذين أُصيبوا سابقاً ب SARS-CoV-2 يمكنهم أن يُصابوا من جديد بالفيروس. ويذكر البحث أيضاً أن الحماية الناتجة من أجسام مضادة من عدوى سابقة قد تضعف مع الوقت وتصبح أقل فعالية ضدّ متحوّرات الفيروس الأكثر عدوى.
خطأ – الادّعاء غير دقيق.