نفت دمشق الأربعاء بشكل قاطع امتلاكها أسلحة كيميائية معتبرة أن استخدامها "غير مقبول"، وذلك غداة تحذير فرنسا بأنها ستبادر الى شن ضربات في سوريا إذا توفرت "أدلة دامغة" على استخدام هذه الأسلحة.
وبعد التصعيد العسكري الذي شهدته الغوطة الشرقية قرب دمشق الأسبوع الماضي، دخلت الأربعاء قافلة مساعدات انسانية الى هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق، هي الأولى منذ أشهر وتأتي بعد الغارات الدموية التي استهدفت المنطقة الأسبوع الماضي، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وفي ضوء الاتهامات ازاء استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، قال نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إن "الحكومة السورية تنفي نفياً قاطعاً امتلاك سوريا لأي أسلحة دمار شامل بما في ذلك الأسلحة الكيميائية حيث تخلصنا من البرنامج بشكل كامل وسلمناه لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
وأضاف وفق تصريحات نقلها الاعلام السوري الرسمي "نعتبر أن استخدام الأسلحة الكيميائية في أي ظرف وأي زمان وأي مكان أمر لا أخلاقي وغير مقبول".
ويأتي تصريح المقداد غداة اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمام جمعية الصحافة الرئاسية انه في حال حصول فرنسا "على دلائل دامغة عن استخدام اسلحة كيميائية ممنوعة ضد مدنيين" من قبل النظام في سوريا "سنضرب المكان الذي خرجت منه (هذه الاسلحة) او حيث تم التخطيط لها".
وأوضح ماكرون في الوقت ذاته "إلا اننا اليوم لا نملك بشكل تؤكده أجهزتنا، الدليل عن استخدام اسلحة كيميائية تحظرها الاتفاقات ضد سكان مدنيين".
واكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان مجددا هذا الموقف الاربعاء مشيرا الى احتمال شن "ضربات عسكرية" في حال حدوث هجمات كيميائية جديدة "اذا اوقعت هذه الهجمات قتلى، وفي حال ثبتت مسؤولية النظام (السوري) عنها".
وأثارت تقارير مؤخراً حول حالات اختناق وعوارض ضيق تنفس في الغوطة الشرقية وفي مدينة سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب) قلقاً دولياً، ووصل الأمر بالولايات المتحدة الى التهديد بتنفيذ عمل عسكري ضد دمشق.
وتشتبه واشنطن بستة هجمات بالكلور سُجلت منذ بداية كانون الثاني/يناير في مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة، معظمها في الغوطة الشرقية.
لكن دمشق وصفت في الثالث من الشهر الحالي الاتهامات الأميركية بـ"ادعاءات باطلة" و"أكاذيب". ووقفت روسيا إلى جانب الحكومة السورية، ودانت ما وصفته بـ"حملة لاتهام الحكومة السورية" بهجمات "لم تعرف الجهة التي تقف وراءها". كما عرقلت اصدار مجلس الأمن لادانة قدمت واشنطن مسودتها الأسبوع الماضي.
ولطالما نفت دمشق تنفيذ أي هجمات بالغازات السامة، مؤكدة أنها دمّرت ترسانتها الكيميائية في العام 2013 اثر اتفاق روسي - أميركي بعد هجوم في الغوطة الشرقية، قتل فيه اكثر من 1200 شخص وفق منظمات حقوقية وواشنطن. ووقعت دمشق حينها على اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
وعلى وقع تصاعد الاتهامات لدمشق، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 7 شباط/فبراير أنها تحقق "في كل الادعاءات التي تتوافر فيها عناصر موثوقة" حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.