ومنذ العام 2011، بقيت دمشق نسبيا بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد، الا انها تتعرض على الدوام لاطلاق قذائف وصواريخ من مقاتلي الفصائل المعارضة المتحصنين على اطراف العاصمة، كما تعرضت مرارا لعمليات تفجير.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي نقلاً عن وزارة الداخلية "إرهابيان يفجران نفسيهما أمام قسم الشرطة، ما ادى الى استشهاد عدد من المدنيين وعدد من عناصر الشرطة"، من دون تحديد العدد.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته مقتل "16 شخصاً على الاقل بينهم ثمانية عناصر من الشرطة، وأربعة مدنيين بالاضافة الى أربعة آخرين مجهولين"، لافتاً الى "اصابة عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالة خطرة".

A general view of the damages inside the police station that was hit by a suicide attack in al-Midan neighborhood in Damascus, Syria, 02 October 2017. Source: EPA/YOUSSEF BADAWI
وافاد المرصد في حصيلة سابقة بمقتل 11 شخصاً.
وبث التلفزيون مشاهد فيديو تظهر دماراً داخل غرفة يرجح ان يكون الانتحاري قد دخلها، وتصدع احد جدرانها، ويظهر بين الركام قميص اسود عليه شارة الشرطة. وفي مشاهد اخرى، يعمل رجلان على حمل جثة موضوعة داخل كيس ابيض.
وشاهد مصور لفرانس برس في المكان نوافذ تناثر زجاجها على الارض ودماراً عند مدخل المقر، تزامناً مع فرض رجال امن وشرطة طوقاً مشدداً حول المكان المستهدف.
وقالت منال (28 عاماً)، وهي مدرسة تقيم في الحي، لوكالة فرانس برس "بعد عودتي من عملي، سمعت صوت انفجار عند الساعة الثانية والثلث، لم اعلم ما هو وتلاه تفجير آخر بعد دقيقتين".
واضافت "اهتز البناء بنا.. وسمعت اصوات الرصاص بعد الانفجار وهو عادة ما يحصل لإبعاد الناس عن الطريق لافساح المجال امام سيارات الاسعاف التي هرعت الى المكان لاسعاف المصابين".
- قنابل وانتحاريان -
وذكر وزير الداخلية اللواء محمد الشعار فى تصريحات لصحافيين خلال تفقده الأضرار فى مقر الشرطة أن "ارهابيين استهدفا عناصر الحرس في قسم شرطة الميدان بمجموعة من القنابل، ما ادى الى استشهاد عدد منهم، اثر ذلك فجر أحد الارهابيين نفسه بحزام ناسف على مدخل الباب الرئيسي للقسم".
وتابع "تسلل انتحاري آخر الى الطابق الأول حيث اشتبك مع العناصر وتمكنوا من قتله، ليقع بعدها التفجير الثاني بالحزام الناسف الذي كان يرتديه".
وسبق ان تعرض قسم الشرطة في الميدان لتفجير انتحاري مماثل في 16 كانون الاول/ديسمبر، حين دخلت اليه فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات مرتدية حزاماً ناسفاً، تم تفجيره عن بعد، ما اسفر عن وقوع اصابات وفق الاعلام الرسمي.
وخلال النزاع المستمر منذ اكثر من ست سنوات، لم تسلم دمشق من سقوط قذائف وتفجيرات متفرقة، تسبب اخرها في 2 تموز/يوليو بمقتل 18 شخصاً على الاقل جراء تفجير انتحاري استهدف منطقة باب توما في شرق دمشق.
وتراجعت وتيرة سقوط القذائف في الاشهر الاخيرة بعد توصل الحكومة السورية الى اتفاقات تم بموجبها اجلاء الالاف من مقاتلي المعارضة من مدن عدة في محيط دمشق.
وباتت سيطرة الفصائل المعارضة في دمشق تنحصر باجزاء من حي جوبر (شرق) وحي التضامن (جنوب)، فيما تسيطر جبهة فتح الشام (النصرة) سابقا وتنظيم داعش على اجزاء من مخيم اليرموك.