بعد اشهر من التفاوض وبعض الخلافات وافقت 164 دولة على الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والعالمية في مطلع شهر كانون الاول ديسمبر.
وقد تم الاتفاق على النص النهائي للاتفاق الذي يميز بين الهجرة "القانونية" أو "المنظمة" و "غير القانونية" أو "غير المنظمة".
وتأتي حساسية الدول من اهمية التمييز بين هذه المصطلحات القانونية الخاصة بالهجرة لان الموضوع يمس بصورة كبيرة "سيادة الدول."
ولكن يبقى من المهم للأشخاص ان يعرفوا الفرق بين الوصف "مهاجر غير شرعي"، "مهاجر شرعي" و "اللاجئ" بحسب ما تفسره الدول.

Source: Getty Images
المهاجر غير الشرعي
عموماً تطلق الدول وصف "المهاجر غير الشرعي" على الشخص الذي يعبر الحدود منتهكاً قواعد البلد الذي يدخل فيه. وايضاً يطلق هذا الوصف على الشخص الذي كان يعيش داخل البلد بصورة قانونية ومن ثم انتهت صلاحية تأشيرته أو تم الغائها أو انه لم يعد تنطبق عليه شروط منح التأشيرة وبقي في البلاد منتهكاً بذلك قواعد التواجد على اراضيها. ومثال ذلك وجود اكثر من 64 الف "مهاجر غير شرعي" على الاراضي الاسترالية في العام الماضي بحسب سلطات الهجرة الاسترالية.
في بعض الاحيان قد تغير الدول وصف الشخص الى "مهاجر غير شرعي" حتى بدون معرفته او ابلاغه بذلك.
المهاجر واللاجئ
تفرق الدول بين المهاجر الذي يدخل البلاد ممتثلاً لقواعد الدخول والاقامة فيها بصورة قانونية صحيحة وتسميه بالمهاجر الشرعي وهو يختلف عمن تطلق عليه الدول وصف "اللاجئ".
ولكن تكمن مشكلة الدول بالتمييز بين المهاجر "غير الشرعي" وبين الاشخاص الذين يهربون من بلدانهم بسبب تعرضهم للاضطهاد ومن ثم يدخلون بلداناً اخرى عبر الحدود دون الحصول على موافقة بذلك لانهم لا يستطيعون بسبب الظروف التي يمرون بها التقدم بطلب الحصول على التأشيرة (فيزا).
ومن الناحية الفعلية تقوم بعض الدول بطردهم من اراضيها لكونهم "مهاجرين غير شرعيين" بحسب التعريف اعلاه ولا يعدونهم "لاجئين."
معاهدة اللاجئين لعام 1951
يفرق القانون الدولي ومعاهدة اللاجئين لعام 1951 بين من يترك بلاده بسبب الاضطهاد وبين من يترك بلاده بسبب سوء الوضع الاقتصادي او احتراق منزله او خسارة امواله.
وتفرق مفوضية شؤون للاجئين التابعة للأمم المتحدة بين المهاجر الاقتصادي الذي ما يغادر عادة بلده طواعية من أجل التماس حياة أفضل ويتمتع بحماية حكومته أو حكومتها الوطنية وبين اللاجئ الذي ليس له خيار سوى الفرار من البلد بسبب ما يتعرض له من التهديد بالاضطهاد.
وتحمي معاهدة اللاجئين من يترك بلاده بسبب تعرضه للاضطهاد وتسميه "لاجئ" وتقع على عاتق الحكومات المضيفة، بصفة أساسية، مسؤولية حماية اللاجئين.
كما تكون على هذه الحكومات بعض الالتزامات التي تحمي اللاجئين وتسهل امر اقامتهم في البلدان المضيفة.
شارك
