هذه الوثائق وصلت إلى الـ ABC التي بدأت بنشرها لتعلو الصيحة وليتبيّن أن الفضيحة أكبر اختراق أمني من نوعه في تاريخ أستراليا.
رئيس الوزراء مالكوم تورنبول تدخّل على الفور وأمر بفتح تحقيق في القضية، فيما قامت وحدة من جهاز الاستخبارات الأسترالية ASIO بمداهمة مكاتب الـ ABC في كلٍّ من كانبرا وبريزبن عند الساعة الواحدة من فجر اليوم، وصادرت الوثائق.
في هذه الوثائق أسرار قد يهدد نشرُها أمنَ الدولة، فيما يكشف بعضها عن أسرار قد يكون من حق الناس أن تعرفها وهي تتعلق بطريقة الحكم وبقرارات ذات علاقة بحياتهم. هناك من يقول إنه كان على شبكة الـ ABC ألا تنشر شيئاً من هذه الوثائق وأن تبلغ عنها السلطات المختصة، في حين يرى بعضٌ آخر أن من واجبات الإعلام أن يبحث دائماً عن أخبار حقيقية وصحيحة ولا يقتصر ما ينشره على الرواية الحكومية.
بعض ما ورد في هذه الوثائق تحدثنا عنه أو غطيناه تباعاً في برامجنا وعلى موقعنا وصفحتنا على الفيسبوك، وبعضه لم يتسنّ لنا التحدث عنه. من أبرز ما تكشفه هذه الوثائق، باختصار شديد:
- اختفاء حوالى 400 وثيقة سرية من ملفات الشرطة الفدرالية على مدى 5 سنوات.
- ترْك حوالى 200 وثيقة سرية حول قضايا حساسة في مكتب الوزيرة العمالية السابقة Penny Wong عندما خسر حزب العمال الانتخابات في العام 2013. بعض هذه الوثائق يتعلق بخطط الجيش الأسترالي في الشرق الأوسط.
- حق المتهم بالتزام الصمت لدى استجوابه من قبل الشرطة كاد يُلغى إبان حكم جون هاورد.
- انتهاك رئيس الوزراء السابق توني أبوت قوانين السرية عندما سمح بإعطاء وثائق حكومية سرية إلى الهيئة الملكية للتحقيق في فضيحة تزويد سطوح المنازل بالعوازل الحرارية.
- الكشف عن أن رئيس الوزراء الأسبق كيفن راد تلقى تحذيرات بشأن المخاطر المرافقة لعملية تزويد المنازل بالعوازل الحرارية. ويقوم راد الآن بملاحقة الـ ABC قضائياً.
- طلبْ سْكوت موريسن من جهاز الاستخبارات ASIO الإبطاء في البت بطلبات 700 طالب لجوء ليفوت عليهم فرصة منحهم تأشيرات للبقاء في أستراليا. هذا الموضوع غطيناه بإسهاب.
- حكومة توني أبوت درست قطع معاشات السنترلنك عن جميع الذين هم دون الـ 30 من العمر.
- استشارات رسمية لإلغاء البند 18C من قانون مكافحة التمييز العنصري. من الذين تمت استشارتهم الإعلامي آندرو بولت.
- الكشف عن أسرار المفاوضات المغلقة الخاصة بشبكة الإنترنت الوطنية السريعة.
هذا غيض من فيض الوثائق التي تم استردادها الآن بالمداهمة التي قامت بها ASIO فجراً لمكاتب ABC كما ذكرنا.
هل أنقذ هذا التدخل الأمني الحكومة من فضائح أخرى أكثر خطورة كانت تتخوف من نشرها؟