تباهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن فريقه "حقق انجازات أكثر من أي إدارة أخرى في تاريخ بلادنا" ما اثار ضحك المشاركين في هذا الاجتماع الذي عادة ما تسوده الجدية التامة، وذلك في كلمة أمام قادة العالم في افتتاح الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
ورد على ذلك قائلا "لم أتوقع رد الفعل هذا، ولكن لا بأس".
بالإضافة الى ذلك، دعا ترامب في كلمته إلى ممارسة ضغوط كثيفة على ايران وشركاء واشنطن التجاريين فيما قدم دفاعا قوياً عن طروحاته وخصوصا حق بلاده في التصرف بشكل منفرد.
هذا وانتقد الرئيس الأمريكي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وسياسات الصين التجارية والمحكمة الجنائية الدولية التي تعهد بأن الولايات المتحدة لن تقبلها.
ودان ترامب النظام الديني في إيران قائلا أنه يزرع "الفوضى والموت والدمار" كما أكد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي يهدف إلى خفض نشاطات طهران النووية.

U.S. President Donald Trump addresses the United Nations General Assembly Source: AP
لكن ترامب بدا أقل حدة مقارنة مع العام الماضي عندما صدم المشاركين في الاجتماع بخطابه العدواني ضد كوريا الشمالية الذي اشتمل على تهديد ب"التدمير الكامل" لدولة الزعيم كيم جونغ اون.
وهذه المرة استعرض ترامب دبلوماسيته بشأن كوريا الشمالية وتحدث عن القمة التاريخية التي عقدها مع زعيم كوريا الشمالية في سنغافورة في حزيران/يونيو الماضي.
وقال انه عمل على "استبدال شبح النزاع بمساع جريئة وجديدة من أجل السلام". وقبل أقل من شهر من انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة، بدت كلمة ترامب في بعض الأحيان وكأنها خطاب انتخابي حيث اشاد بانخفاض معدلات البطالة.
- ترامب يهاجم العولمة-
هاجم ترامب ايدولوجية "العولمة"- التي تؤمن بها العديد من الدول في الأمم المتحدة واليسار السياسي في الولايات المتحدة -- وقال أن "اميركا لن تعتذر مطلقا عن حماية مواطنيها".
وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية التي تدعمها الأمم المتحدة "لا تحظى بأي شرعية أو سلطة".
وفي وقت سابق هدد مستشاره للأمن القومي جون بولتون بمقاضاة قضاة المحكمة في حال نظروا في اتهامات ضد القوات الأميركية في افغانستان.
وقال ترامب لن نتخلى أبدا عن السيادة الاميركية لبيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير مسؤولة" رافضا "ايديولوجية العولمة".

US President Donald Trump (L) and UN Secretary General Antonio Guterres. Source: AP
ووسط الحرب التجارية مع الصين، قال ترامب أن الاختلال التجاري مع القوة الاسيوية "لا يمكن التساهل معه" كما انتقد منظمة أوبك".
وقال "اوبك ودول الأوبك تسرق باقي العالم، وأنا لا أحب ذلك. ويجب أن لا يحبه أحد".
من ناحيته، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء بشدة استخدام العقوبات الاقتصادية "كسلاح" في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في انتقاد ضمني للولايات المتحدة.
وقال أردوغان "لا يمكن لأحد أن يلزم الصمت أمام الإلغاء التعسفي للاتفاقيات التجارية وانتشار الحمائية واستخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح".
- الاتحاد الأوروبي يرفض العقوبات -
في مؤشر على أن بعض حلفاء واشنطن غير مستعدين لاتباع ترامب بشكل تلقائي، فقد أعلنت الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع ايران -- بريطانيا، الصين، فرنسا، المانيا، وروسيا - الاثنين عن إطار قانوني جديد على أمل أن تتمكن الشركات من القيام بتعاملات تجارية مع ايران في التفاف على العقوبات الأميركية.
كما اغتنم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمته في الجمعية العمومية للدعوة إلى "الحوار والتعددية" في التعامل مع ايران، وقال أن اتفاق 2015 أدت الى تراجع برنامج إيران النووي.
وفي كلمته يتوقع أن يؤكد الرئيس الايراني على أن طهران لا تزال ملتزمة بالاتفاق ويصور الولايات المتحدة على أنها خارجة عن التزاماتها الدولية.

French President Emmanuel Macron addresses the 73rd United Nations General Assembly. Source: AP
ورغم أن أن الرئيسين الاميركي والايراني سيتحدثان من نفس المنبر، إلا أنهما استبعدا عقد لقاء بينهما على هامش اجتماع الجمعية العمومية.
وكتب ترامب على تويتر "لا أنوي لقاء الرئيس حسن روحاني رغم وجود مطالب" بذلك، مضيفا "ربما يوما ما في المستقبل. أنا متأكد بأنه رجل رائع!"
وصرح روحاني أنه لا يخطط للقاء ترامب خلال وجوده في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة ووصف عرض ترامب بأنه "ليس صادقا ولا نزيها".
وكشرط مسبقا لأي حوار قال روحاني إن على ترامب أن يصلح الضرر الذي تسبب به بالانسحاب من الاتفاق النووي. وقال لشبكة "إن بي سي" إنه "يتعين إعادة بناء ذلك الجسر".