كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطّته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط والتي تقترح "حلاً واقعياً بدولتَين"، فيما قالت إسرائيل إنّها تتضمّن اعترافًا بالمستوطنات على أنّها جزء من أراضيها.
وفي حين رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالخطّة ووصفها بأنّها تاريخيّة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس إنّها "لن تمرّ وستذهب إلى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة".
وبعد أكثر من سنتين من العمل بتكتُّم وتأجيل إعلان الخطّة مرارًا، أعلن البيت الأبيض عن أبرز بنود تلك الخطة التي تتألف من 80 صفحة واعتبرها "الأكثر تفصيلا":
- قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل مع استمرار الاتفاقية الامنية مع إسرائيل.
- اعتراف الفلسطينيون بإسرائيل "دولة يهودية" و""الرفض الصريح للإرهاب".
- إمكانية قيام عاصمة مستقبلية لفسطين في القدس الشرقية مع الاعتراف بالقدس "عاصمة إسرائيل غير المقسمة".
- الاعتراف بسيادة إسرائيل على بعض الأراضي المحتلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنها تشمل مستوطنات الضفة الغربية والسيادة على غور الأردن.
- تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية لمدة أربع سنوات ولكن مع عدم إخراج أي فلسطيني أو إسرائيلي من منزله الموجود به في الوضع الحالي.
- ضمان المتطلبات الامنية لإسرائيل بالكامل وعدم تحملها أي مخاطر أمنية، ما يعني انتشار القوات الإسرائيلية على أي أراض متنازع عليها مع الفلسطينيين أو جيرانها العرب طالما أن هذا الانتشار ضروري لحماية الامن القومي لإسرائيل.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن خطة ترامب تعني أنه لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق بالعودة إلى إسرائيل.
- ضمان اتصال أراضي الدولة الفلسطينية الموعودة من خلال أنفاق وكباري منها نفق كبير يربط الضفة الغربية بقطاع غزة، وربط الأراضي بمعبرين على حدود الأردن.
- السماح للدولة الفلسطينية باستخدام وإدارة المرافق في موانئ حيفا وأشدود ومنطقة على الساحل الشمالي للبحر الميت.
- استمرار النشاط الزراعي في وادي الأردن.
- استثمار خمسين مليار دولار في الدولة الفلسطينية الوليدة والدول العربية المجاورة لكن دون تفاصيل واضحة.
- الإبقاء على وضع الحرم القدسي الشريف كما هو مع الحفاظ على الدور التاريخي للأردن في إدارة المقدسات.
- الخطة هي أول مبادرة تصل إلى خريطة للحدود بين فلسطين وإسرائيل وستعني عمليا حصول الدولة الفلسطينية الموعودة على ضعف الأراضي التي لديها الآن.
وقال ترامب إنّه وجّه رسالةً إلى الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس بشأن خطّة السلام، منوهاً بحضور سفراء سلطنة عُمان والإمارات والبحرين مؤتمر إعلانَ خطّته.

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu speaks during an event announcing Donald Trump's anticipated plan to resolve the Israeli-Palestinian conflict Source: AP
ووصف ترامب خطّته بأنّها "فرصة تاريخيّة" للفلسطينيّين كي يحصلوا على دولة مستقلّة، مضيفًا "قد تكون هذه آخر فرصة يحصلون عليها". وقال الرئيس الأميركي إنّ "الفلسطينيّين يعيشون في الفقر ويُعانون العنف، ويتمّ استغلالهم من قبل من يسعون لاستخدامهم كبيادق لنشر الإرهاب والتطرف".
وقال نتنياهو "في هذا اليوم، أعطيتم الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة مستقبلاً مشرقاً عبر تقديمكم مساراً واقعياً نحو سلام دائم".
في أعقاب ذلك، أعلنت حركة حماس رفضها الخطة الأميركية. وقال خليل الحية، نائب رئيس حماس في قطاع غزة لوكالة فرانس برس "نرفض هذه الصفقة، ولن نقبل بديلاً عن القدس عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل بديلاً عن فلسطين لتكون دولتنا، ولن نقبل المساس بحق العودة وعودة اللاجئين" مؤكّدًا العمل على "إسقاطها".
وأضاف الحية أن "ترامب سيحترق تاريخيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا لأنّ ظلمه تعدّى كلّ الخطوط الحمراء".
من جهته، قال داوود شهاب الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي في بيان ردا على خطة ترامب "سنقاتل بذور الشرّ التي يريدون من خلالها إغراق المنطقة في الزمن الصهيوني، سنقاتلهم في كل شارع وسنطردهم من أرضنا ومن هوائنا وبحرنا". ووصف "السفراء العرب الذين حضروا إعلان خطة ترامب بأنّهم "يُمثّلون منتهى التآمر ومنتهى خيانة الشعب الفلسطيني والأمة".
وقال السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان إن إسرائيل يمكنها ضم مستوطنات الضفة الغربية "في أي وقت". وكان ترامب صرّح الإثنين "نعتقد أنّه في نهاية المطاف سنحصل على دعم الفلسطينيين"، معوّلاً بذلك على دعم الدول العربية الأخرى.

US President Donald J. Trump shakes hands with Prime Minister of Israel Benjamin Netanyahu. Source: AAP
وذكر مسؤولون فلسطينيّون أنّ عبّاس رفض في الأشهر الأخيرة عروض حوار مع الرئيس الأميركي، وأنّه يعتبر الخطة "ميتة أصلاً". ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، مسبقًا الأسرة الدوليّة إلى مقاطعة المشروع المخالف، برأيه، للقانون الدولي. وقال إنّها "تصفية للقضية الفلسطينية".
وقبل إعلان الخطّة، هدّد الفلسطينيون بالانسحاب من اتّفاقية أوسلو التي نصّت على فترة انتقالية من خمس سنوات يتم خلالها التفاوض على قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والترتيبات الأمنية والحدود والعلاقات. وكان يُفترض أن تنتهي هذه الاتفاقات بحلول 1999 لكنّ الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني جدّدوها تلقائيًّا.
الرؤيا تنص على دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل، وتولي إسرائيل مسؤولية الأمن في منطقة غرب نهر الأردن.