مع استمرار التصعيد الذي اوقع مئات الضحايا في الغوطة الشرقية، قتل 29 مدنياً الثلاثاء في قصف روسي وسوري استهدف مدينة دوما، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق "سقطت قذيفة صاروخية أطلقتها التنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية على سوق شعبية في حي الكشكول" على أطراف ضاحية جرمانا في شرق دمشق.
وأفاد مدير مستشفى دمشق هيثم الحسيني لسانا "وصول جثامين 35 شهيداً الى المستشفى"، فضلاً عن "35 مدنياً اصيبوا بجروح، اصابات عدد منهم خطرة".
وتعد هذه الحصيلة الاعلى في دمشق وضواحيها جراء قذائف الفصائل المعارضة منذ بدء النزاع في العام 2011.
واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 27 من بين القتلى ال35 هم من المدنيين.
وأفاد سكان في الحي أن القذيفة استهدفت شارعاً ضيقاً فيه الكثير من محلات الثياب والمطاعم المعروفة بأسعارها البخسة، ويوجد فيه أيضاً حاجز للجيش.
وقال سائق تاكسي (41 عاماً) توجه الى المنطقة اثر سماعه دوي الانفجار "الناس كانت متجمعة عشية عيد الأم لشراء الهدايا".
وتكثفت مؤخراً وتيرة اطلاق القذائف على دمشق وضواحيها بالتزامن مع الحملة العسكرية التي بدأها الجيش السوري في 18 شباط/فبراير ضد الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، وتمكنه حتى الآن من السيطرة على 80 في المئة منها.
وبقيت دمشق طوال سنوات النزاع بمنأى نسبياً عن المعارك العنيفة والدمار الذي لحق بمدن رئيسية عدة في سوريا. الا انها تعرضت طوال سنوات لقصف من الفصائل المعارضة أودى بحياة المئات، ولتفجيرات تبنى معظمها تنظيم داعش.
وفي زيارة قبل أيام إلى الغوطة الشرقية، قال الرئيس السوري بشار الأسد للجنود المرابطين هناك أن "اهالي دمشق سيتذكرون (...) كيف أنقذتم مدينة دمشق".
وطالما رأى مراقبون أن قوات النظام ستسعى عاجلاً أم آجلاً للسيطرة على الغوطة الشرقية لضمان أمن العاصمة من القذائف. وقد فرضت عليها حصاراً محكماً منذ العام 2013 رافقه طوال سنوات قصف منتظم شاركت فيه روسيا. وأسفر الحصار عن أزمة أنسانية تجلت بنقص فادح في المواد الغذائية والطبية، ووفيات ناتجة عن سوء التغذية.
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.